٦١٩٥ ـ عبد الله بن عامر بن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي العبشمي (١) : ابن خال عثمان بن عفان ، لأنّ أم عثمان هي أروى بنت كريز المذكور ، وأمّها البيضاء بنت عبد المطلب بن هاشم ، واسم أمّ عبد الله هذا دجاجة بنت أسماء بنت الصلت السلمية.
ولد على عهد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وأتي به إليه وهو صغير ، فقال : «هذا شبيهنا» وجعل يتفل عليه ، ويعوذه ، فجعل يبتلع ريق النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إنّه لمستقي» ، وكان لا يعالج أرضا إلا ظهر له الماء حكاه ابن عبد البر.
وقد روي عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وما أظنه رآه ولا سمع منه ، كذا قال : وأثبت ابن حبّان له الرؤية ، وهو كذلك.
وقال ابن مندة في الصحابة : مات النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وله ثلاث عشرة سنة ، كذا قال : وهو خطأ واضح ، فقد ذكر عمر بن شبّة في أخبار البصرة أن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وجد يوم الفتح عند عمير بن قتادة الليثي خمس نسوة ، فقال : فارق إحداهن. ففارق دجاجة بنت الصلت ، فتزوّجها عامر بن كريز ، فولدت له عبد الله ، فعلى هذا كان له عند الوفاة النبويّة دون السنتين. وهذا هو المعتمد.
الحديث المذكور أخرجه ابن قانع ، وابن مندة ، من طريق مصعب الزبيري. حدثني أبي ، عن جدي مصعب بن ثابت ، عن حنظلة بن قيس ، عن عبد الله بن الزبير ، وعبد الله بن عامر ـ أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «من قتل دون ماله فهو شهيد». وليس في السياق تصريح بسماعه فهو مرسل.
وكان عبد الله جوادا شجاعا ميمونا ، ولاه عثمان البصرة بعد أبي موسى الأشعري سنة تسع وعشرين ، وضمّ إليه فارس بعد عثمان بن أبي العاص. فافتتح خراسان كلّها ، وأطراف فارس ، وسجستان ، وكرمان ، وغيرها ، حتى بلغ أعمال غزة (٢) ، وفي إمارته قتل يزدجرد آخر ملوك فارس ، وأحرم ابن عامر من نيسابور شكرا لله تعالى ، وقدم على عثمان فلامه على تغريره بالنسك ، وقدم بأموال عظيمة ففرّقها في قريش والأنصار.
__________________
(١) أسد الغابة ت (٣٠٣٣) ، الاستيعاب ت (١٦٠٥).
(٢) غزّة : بفتح أوله وثانيه وتشديده ، مدينة في أقصى الشام من ناحية مصر بينها وبين عسقلان فرسخان أو أقل في غربيها من عمل فلسطين وفيها مات هاشم (جد النبي). انظر : مراصد الاطلاع ٢ / ٩٩٣.