أبي زياد ، عن سليمان بن عمرو بن الأحوص ، عن أمه ، قالت : «رأيت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عند جمرة العقبة راكبا ووراءه رجل يستره من رمي النّاس ، فقال : «يا أيّها النّاس ، لا يقتل بعضكم بعضا ، ومن رمى الجمرة فليرمها بمثل حصى الخذف». قال : ورأيت بين أصابعه حجرا فرمى ورمى النّاس (١) ، ثم انصرف ، فجاءته امرأة معها ابن لها به مسّ ، فقالت : يا نبيّ الله ، ابني هذا ـ تعني ادع له ، قال : فأمرها فدخلت بعض الأخبية ، فجاءت بتور (٢) من حجارة فيه ماء ، فأخذ بيده فمجّ فيه ودعا فيه وأعاده ، وقال : اسقيه واغسليه منه. قالت : فتبعتها فقلت : هبي لي من هذا الماء. فقالت : خذي منه ، فأخذت منه حفنة فسقيتها ابني عبد الله فعاش ، فكان من برئه ما شاء الله أن يكون. قالت : ولقيت المرأة فزعمت أن ابنها بريء ، وأنه غلام لا غلام خير منه.
وأخرجه أبو موسى في «الذّيل» بطوله ، من طريق طرّاد ، وأخرج أبو داود طرفا منه عن أبي ثور ووهب بن بيان (٣) ، كلاهما عن عبيدة بن حميد ، فوقع لنا (٤) عاليا.
٦٢٠٣ ـ عبد الله بن فضالة الليثي (٥) :
ولد في حياة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فعقّ عنه أبوه بفرس ، ذكر ذلك البخاري في تاريخه من رواية موسى بن عمران الليثي ، عن عاصم بن حدثان (٦) الليثي ، عن عبد الله بن فضالة الليثي ، فذكره.
وقال ابن أبي حاتم ، عن أبيه : إسناد مضطرب ، مشايخ مجاهيل ، كذا قال.
ولعبد الله رواية عن أبيه في سنن أبي داود ، وصححها ابن حبان من طريق داود بن أبي هند ، عن أبي حرب بن أبي الأسود عنه ، عن أبيه ، أنه سأل النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم. قال أبو حاتم : اختلف في سنده : فقال مسلم بن علقمة ، عن داود ، عن أبي حرب ، عن عبد الله بن فضالة أنه أتى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم.
__________________
(١) أخرجه أبو داود (١٩٦٦) وأحمد ٣ / ٥٠٣ ، ٦ / ٣٧٦ ، ٣٧٩ ، والبيهقي في الدلائل ٥ / ٢٤٤ ، وفي السنن ٥ / ١٣٠ ، وابن سعد ٨ / ٢٢٤ ، وانظر نصب الراية ٣ / ٧٥.
(٢) التّور من الأواني : مذكّر ، قيل : هو عربيّ ، وقيل : دخيل قال الأزهري : التّور إناء معروف تذكّره العرب تشرب فيه ، وقيل : هو إناء من صفر أو حجارة كالإجّانة وقد يتوضّأ منه. اللسان ١ / ٤٥٥.
(٣) في أ : نبان.
(٤) في أ ، ل : لنا بدلا عاليا.
(٥) أسد الغابة ت (٣١٢٠) ، الاستيعاب ت (١٦٤٩).
(٦) في ب ، ل : جدان.