وقال ابن مندة : يقال : إنه ابن أخت النجاشي. ذكره أبو عمر فتناقض فيه ، فقال في أول الترجمة : إن حديثه عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في الأشربة حديث صحيح ، وكان ممن وفد على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم. وقال في آخرها : الّذي عندي أنه لا يصح ، وحديثه مرسل ، وروايته عن رجل من الصحابة ، وعن يعلى بن أمية أيضا.
وقال الجوزجانيّ : اختلف الناس فيه ، فالأكثر أنه إنما قدم بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وتعقّب بأن حديثه في نسائه يدلّ على أنه قدم قبل ذلك.
أخرجه أبو داود والترمذي ، من طريق ابن فيروز الديلميّ ، عن أبيه ، قال : قلت : يا رسول الله ، إني أسلمت وتحتي أختان. قال : «طلّق أيّتهما شئت». وفي سنده مقال ، فإنه من رواية ابن لهيعة ، عن أبي وهب الجيشانيّ ، عن الضحاك بن فيروز الديلميّ ـ أنه سمعه يخبر عن أبيه أنه وفد على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقال : يا رسول الله ، إني أسلمت وتحتي أختان ... الحديث.
وأخرجه البغوي من وجه آخر ، عن عبد الله بن الديلميّ. عن أبيه فيروز ، قال : قدمت على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقلت : يا رسول الله ، إنّا أصحاب أعناب ... الحديث. وفي آخره : فقلت : فمن وليّنا؟ قال : «الله ورسوله».
وهذا هو حديثه في الأشربة الّذي أشار إليه أبو عمر أولا.
وأظنّ الجوزجاني إنما أشار إلى حديثه في أنه أتى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم برأس الأسود ، وأخرجه من طريق ضمرة ، عن يحيى بن أبي عمرو الشيبانيّ ، عن أبيه ، عن عبد الله بن الديلميّ ، عن أبيه ، قال : أتيت النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم برأس الأسود العنسيّ الكذاب ، فإن ضمرة لم يتابع عليه.
وأخرج سيف في «الفتوح» من طريق ابن عمر أنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بشّرهم بقتل الأسود العنسيّ قبل أن يموت ، وقال لهم : قتله فيروز الديلميّ.
وعند أبي داود أيضا والنسائي : قدمت على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقلت : يا رسول الله ، إنا أصحاب كروم ... الحديث بطوله.
وقال النّعمان بن الزّبير ، عن أبي صالح الأحمسي ، عن مر المؤدب : قال : خرجت فيروز إلى عمر ، فقال : هذا فيروز قاتل الكذاب.
قال ابن سعد وأبو حاتم وغيرهما مات في خلافة عثمان ، وقيل في خلافة معاوية باليمن سنة ثلاث وخمسين.