من طريق علقمة بن حر السّلمي ، قال : جئت إلى معاوية ، فوجدت عنده ابن وثيمة النضري ، وابن عارض الجشمي ، فذكر قصة فيها : فقال ابن عارض : كنت مع أبي قبل أن يموت ، فوجدت في الطريق خشفا فصدته لابنة لأبي كان يحبّها ، فخرجت محتضنة حتى وقفنا على دريد بن الصمة (١) ، وقد فند (٢) عقله وهو عريان يكوّم بين رجليه البطحاء ، فرفع رأسه فرأى الخشف ، فقال :
كأنّها رأس حصن |
|
في يوم غيم ودجن |
كالخشف هذا المحتضن |
|
أحسن من شيء حسن (٣) |
[الرجز]
ثم قام فسقط ، فقال :
لا نهض في مثل زماني الأوّل |
|
محدّب السّاق شديد الأسفل |
يا أولي يا أولي يا أولي |
[الرجز]
قلت : ودريد قتل يوم حنين ، وقيل : بل قتل من قبل ذلك ، فمقتضاه أن يكون عارض وولده من أهل هذا القسم.
٦٢٩٤ ز ـ عاصم بن حميد (٤) السّكوني : الحمصي.
أدرك الجاهليّة ، ووفد في خلافة أبي بكر ، وصحب معاذ بن جبل ، قاله ابن سعد والدّارقطنيّ. وأما البزّار فقال : لا أدري أسمع منه؟
__________________
(١) في أ : القمة.
(٢) في أ : بعد.
(٣) البيتان لدريد كما في ديوانه ص ١٦٦ وبعده :
يا ليتني عهد زمن |
|
أنفض رأسي وذقن |
كأنّني فحل حصن |
|
أرسل في حبل عنن |
وانظر الأغاني ١٠ / ٢٨ ، وشعراء النصرانية ٧٧١. وقوله حضن : جبل لبني جشم بنجد ، وفيه المثل المشهور : من زاي حضنا فقد أنجد ، انظر الجبال والأمكنة ٤١ ، وبلاد العرب ١١ ، دجن : جمع دجنة وهي الظلمة.
(٤) طبقات ابن سعد ٧ / ٤٤٣ ، والتاريخ الكبير ٦ / ٤٨١ ، المعرفة والتاريخ ٢ / ٤٢٩ ، الجرح والتعديل ٦ / ٣٤٢ ، والثقات لابن حبان ٥ / ٢٣٥ ، وتاريخ دمشق ٢٦ ـ ٣٠ ، وتهذيب الكمال ١٣ / ٤٨١ ، ٤٨٢ ، والكاشف ٢ / ٤٤ ، والوافي بالوفيات ١٦ / ٥٦٦ ، وتهذيب التهذيب ٥ / ٤٠ ، وتقريب التهذيب ١ / ٣٨٣ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ١٥٤ ، تاريخ الإسلام ٢ / ٩٥.