جده مجاعة ـ أنه أتى النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم يطلب (١) دية أخيه ، قتلته بنو أسد (٢) وتميم من بني ذهل : فقال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : «لو كنت جاعلا لمشرك دية جعلتها لأخيك ولكن سأعطيك منه عقبى».
فكتب له بمائة من الإبل من أول خمس يخرج من مشركي بني ذهل ، فأخذ طائفة منها ، وأسلمت بنو ذهل فطلبها مجّاعة إلى أبي بكر ، فكتب له باثني عشر ألف صاع من صدقة اليمامة ... الحديث.
وأخرج البغويّ ، عن زياد بن أيوب ، عن عنبسة بن عبد الواحد ، عن الدّخيل بن إياس ، عن عمه هلال بن سراج ، عن أبيه سراج بن مجّاعة ، قال : أعطى النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم مجّاعة بن مرارة أرضا باليمامة يقال لها الفورة ، وكتب له بذلك كتابا.
وقال ابن حبّان في الصّحابة : استقطع النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم [فأقطعه.
وكان بليغا حكيما] (٣) ومن حكمه أنه قال لأبي بكر الصديق : إذا كان الرأي عند من لا يقبل منه ، والسلاح عند من لا يقاتل به ، والمال عند من لا ينفقه ضاعت الأمور.
وكان مجاعة ممّن أسر يوم اليمامة ، فقال سارية بن عمرو الحنفي لخالد بن الوليد : إن كان لك بأهل اليمامة حاجة فاستبق هذا ، فوجّهه إلى أبي بكر الصديق ، وفيه يقول الشاعر من بني حنيفة :
ومجّاع اليمامة قد أتانا |
|
يخبّرنا بما قال الرّسول |
فأعطينا المقادة واستقمنا |
|
وكان المرء يسمع ما يقول |
[الوافر]
وأنشد مجّاعة لنفسه في ذلك من أبيات :
أترى خالدا يقتّلنا اليوم |
|
بذنب الأصفر الكذّاب |
لم يدع ملّة النبيّ ولا نحن |
|
رجعنا فيها على الأعقاب |
[الخفيف]
وذكر الزّبير أن خالدا تزوّج بنت مجّاعة في ذلك الوقت ، وذكر له وثيمة مع خالد في
__________________
(١) في أ : فطلب.
(٢) في أ : أسدوس.
(٣) سقط في أ.