يقال اسمه : عبد الله ، والمجذّر لقب وهو بالذال المعجمة ، ومعناه الغليظ الضخم.
تقدم له ذكر في ترجمة الحارث بن الصامت. وذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا ، واستشهد بأحد.
وذكر ابن إسحاق في قصة بدر ، من طريق الزهري ، ومن طريق عروة وغيرهما ـ أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : من لقي منكم أبا البختري فلا يقتله. فلقيه المجذّر ، فقال له : استأسر ، فإنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم نهانا عن قتلك ، فقال : وزميلي؟ فقال المجذّر : لا والله ، فإنّي قاتله ، فقتله وزميله.
وأخرجه ابن إسحاق في رواية إبراهيم بن سعد بسند له ، فيه من لم يسم عن ابن عباس ، وزاد : إن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم نهى عن قتل أبي البختري ، وعن قتل بني هاشم ، لأنهم أخرجوا كرها.
وقال موسى بن عقبة ، عن ابن شهاب : زعم ناس أنّ الّذي قتل أبا البختري هو أبو اليسر ، ويأبى معظم الناس إلا أن المجذر هو الّذي قتله.
وكذا جزم (به) (١) الزّبير بن بكّار ، والواقديّ. وأخرج الحاكم من طريق محمد بن يحيى بن حبان كلهم أن المجذّر هو الّذي قتله ، وكان المجذّر في الجاهلية قتل سويد بن الصامت ، فلما كان يوم أحد قتل الحارث بن سويد المجذّر غدرا وهرب ، فلجأ (٢) بمكة مرتدّا ، ثم أسلم يوم الفتح فقتله رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بالمجذّر.
وقد تقدمت الإشارة إلى ذلك في ترجمة الحارث وما فيه من النزاع. وذكر ابن حبان في الصحابة المجذّر ، فقال : له صحبة ، ولا أحفظ له رواية.
٧٧٤٣ ـ مجذّر الأنصاري : آخر.
ذكره ابن شاهين فساق من طريق أبي زكريا الخواص ، حدثنا رجاء بن سلمة ، عن شعبة ، عن خالد الخزاعي عن أنس ، قال : قتل عكرمة بن أبي جهل مجذّرا الأنصاري يوم الخندق ، فأخبر بذلك النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فضحك ، فقالت الأنصار : تضحك يا رسول الله أن قتل رجل من قومك رجلا من قومنا؟ فقال : ما ذاك أضحكني ، ولكنه قتله وهو معه في درجته في الجنة.
__________________
(١) سقط في أ.
(٢) في أ : فلحق.