قلت : هذا الكلام أبو جاد الرفض. فإن آل محمد عليهالسلام قد عادى بعضهم بعضا على الملك ، كآل العبّاس ، وآل عليّ ، وإن تبرّأت من آل العبّاس لأجل آل عليّ فقد تبرّأت من آل محمد ، وإن تبرّأت من آل عليّ لأجل آل العبّاس فقد تبرّأت من آل محمد. وإن تبرّأت من الظّالم منهما للآخر ، فقد يكون الظّالم علويّا قاطبا ، فكيف أبرأ منه؟ وإن قلت : ليس في آل عليّ ظالم. فهو دعوى العصمة فيهم ، وقد ظلم بعضهم بعضا. فبالله اسكتوا حتّى نسكت ، وقولوا (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَلِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ) (١) الآية.
قال البخاريّ (٢) : مات في شوّال سنة خمسين (٣).
٢٣١ ـ عبّادة المخنّث (٤).
صاحب نوادر ومجون. كان ببغداد في هذا العصر.
قيل : إنّه دخل على الواثق زمن محنة القرآن فقال : أعظم الله أجرك يا أمير المؤمنين.
قال : ويلك ، فيمن؟
قال : في القرآن.
قال : والقرآن يموت؟
قال : أليس كلّ مخلوق يموت (٥)؟ بالله من يصلّي بالنّاس التّراويح؟.
__________________
(١) سورة الحشر ، الآية ١٠.
(٢) في تاريخيه الكبير ، والصغير. والمجروحين لابن حبّان.
(٣) وقال ابن حبّان : «وكان رافضيا داعية إلى الرفض ، ومع ذلك يروي المناكير عن أقوام مشاهير فاستحقّ الترك». (المجروحون ٢ / ١٧٢).
(٤) انظر عن (عبّادة المخنّث) في :
الإكمال لابن ماكولا ٦ / ٢٨ ، والإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني ١١٧ ، ١٢٠ ، والديارات للشابشتي ١٨٤ ـ ١٩٠ ، وفوات الوفيات لابن شاكر ١ / ٤٢٩ ، ومختصر التاريخ لابن الساعي ٦٧ ، وبغداد لابن طيفور ١٦٦ ، والأغاني ١٨ / ٩٠ ، والكامل في التاريخ ٧ / ٣٦ ، ٣٧ ، وربيع الأبرار للزمخشري ٤ / ١٧٥ ، ٤٠٢ ، وتهذيب تاريخ دمشق ٧ / ٢١٨ ، ٢١٩ ، وتاريخ دمشق (طبعة مجمع اللغة العربية بدمشق) ٥٠ ـ ٥٢ رقم ٧٠ ، وتبصير المنتبه ٣ / ٨٩٦ ، والفرج بعد الشدّة للتنوخي ١ / ٢١٧ ، ٢١٨ ، ونشوار المحاضرة ، له ١ / ٢٦٤ ، والكامل في التاريخ ٧ / ٥٥ ، ووفيات الأعيان ١ / ٣٥٥ ، والوافي بالوفيات ١٦ / ٦٢٨ ، ٦٢٩ رقم ٦٧٨ ، ومآثر الإنافة ١ / ٢٣٠ ، ٢٣١ ، والبصائر والذخائر ٤ / ٦٥ ، والملح والنوادر ٢٨٢.
(٥) ورد في هامش الأصل هنا : «اتخذوا دينهم هزوا ولعبا. فلا قوّة إلا بالله».