وقال أحمد بن مروان الدّينوريّ : ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : جاء أبو تراب النّخشبيّ إلى أبي ، فجعل يقول أبي : فلان ضعيف ، فلان ثقة.
فقال أبو تراب : لا تغتاب العلماء يا شيخ.
فالتفت أبي إليه وقال له : ويحك ، هذا نصيحة ، ليس هذا غيبة (١).
كان أبو تراب رحمة الله عليه كثير الحجّ ، فانقطع ببادية الحجاز ، فنهشته السّباع في سنة خمس وأربعين ومائتين (٢).
٣١٠ ـ عصابة الجرجرائيّ (٣).
اسمه إسماعيل بن محمد بن حاتم الباذاميّ ، نسبة إلى جدّه باذام.
قال الصّولي : كان يتعسّف الألفاظ ، ويتشيّع ، ويهجو العبّاسيّين.
وقال محمد بن داود بن الجرّاح الكاتب في «أخبار الشعراء» : يطيل ويتعسّف ، غريب الكلام ، وليس لشعره حلاوة. وقد مدح إسحاق بن إبراهيم متولّي بغداد.
قال الصّولي : أنشدنا أبو مالك الكنديّ : أنشدنا إسماعيل بن محمد الباذاميّ لنفسه في الحسن بن رجاء :
خوان الأمير معمّى المكان |
|
له شبح ليس بالمستهان |
يرى بالخواطر لا بالمجسّ |
|
وبالخبر الشّاذّ لا بالعيان |
رقاق كمثل خيوط السّمام |
|
يقعن من الشّمس في حراءان |
فإن شرعت فيه أيديهم |
|
رجعن إليهم قصار البنان |
وأمّا غضائره الواردات |
|
فأسماء ليس لها معاني |
__________________
= فيهم مثل أربعة أوّلهم أبو تراب النخشبي. وفي حلية الأولياء ١٠ / ٢٢٠ : لقيت زيادة على خمسمائة شيخ ، ما لقيت مثل أربعة ...
(١) تاريخ بغداد ١٢ / ٣١٦.
(٢) طبقات الصوفية للسلمي ١٤٧ ، حلية الأولياء ١٠ / ٢٢٠.
(٣) انظر عن (عصابة الجرجرائي) في :
مروج الذهب ٣٩٧ ، ومعجم البلدان (مادّة : جرجرايا) ٢ / ١٢٣.