الوجه الأول : ما روى «أن النبي صلىاللهعليهوسلم بعث يوم الاثنين ، وأسلم على يوم الثلاثاء» ولا أقرب من هذه المدة (١).
الوجه الثانى : قوله عليهالسلام : «أولكم إسلاما عليّ بن أبى طالب» (٢).
الوجه الثالث : ما روى عن على ـ عليهالسلام ـ أنه كان يقول : «أنا أول من صلّى ، وأول من آمن بالله ورسوله ، ولا سبقنى إلى الصلاة إلا نبىّ الله» (٣). وقد نقل عنه أنه قال فى ذلك :
سبقتكم إلى الإسلام طرا |
|
غلاما ما بلغت أوان حلمى (٤). |
وكان قوله مشهورا فيما بين الصحابة ، ولم ينكر عليه منكر ، فدل على صدقه ، وإذا ثبت أنه أقدم إيمانا من الصّحابة ، كان أفضل منهم لقوله تعالى : (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (١٠) أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ) (٥). وبتقدير أن لا يكون إيمانه سابقا على إيمان جميع الصحابة ، غير أن إيمانه كان سابقا على إيمان أبى بكر بدليل قول عليّ ـ رضي الله عنه ـ وهو على المنبر بمشهد من الخلق «أنا الصّدّيق الأكبر آمنت قبل أن آمن أبو بكر ، وأسلمت قبل أن يسلم (٦)» ولم ينكر عليه منكر.
وإذا كان أقدم إيمانا من أبى بكر كان أفضل منه للآية ، ويلزم من كونه أفضل من أبى بكر أن يكون أفضل من باقى الصحابة ؛ لما تقدم.
الرابع عشر : قوله ـ تعالى ـ فى حق النبي صلىاللهعليهوسلم : (فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ) (٧) ، والمراد بصالح المؤمنين : عليّ بن أبى طالب (٨) على ما نقله أبو
__________________
(١) ورد فى تاريخ ابن عساكر ١ / ٨٤.
(٢) ورد فى المستدرك ٣ / ١٣٦ ، ومجمع الزوائد ٩ / ١٠٢.
(٣) قارن بألفاظ متقاربة فى مسند الإمام أحمد. ١ / ٢٠٩ ، ٣٧٣ وطبقات ابن سعد ٣ / ٢١.
(٤) ورد فى شرح نهج البلاغة ٥ / ١٢٢.
(٥) سورة الواقعة ٥٦ / ١٠ ، ١١.
(٦) ورد فى أنساب الأشراف (ترجمة أمير المؤمنين) ٢ / ٣٤٥ وما بعدها.
والمستدرك ٣ / ١٢ وتاريخ ابن عساكر ١ / ٦٢.
(٧) سورة التحريم ٦٦ / ٤.
(٨) انظر شرح المواقف ـ الموقف السادس ص ٣٢٤.