صالح عن ابن عباس ، ومحمد بن على ، وجعفر ، وهكذا / حكاه النقاش (١) ، وغيره فى تفسيره ، والمراد بالمولى هاهنا : الناصر ؛ إذ هو القدر المشترك بين الله وجبريل وعليّ ، وذلك يدل على أن عليا أفضل من باقى الصحابة من وجهين :
الأول : أن ظاهر الآية للحصر ، ولأنه لو لم تكن للحصر لما كان للتخصيص بذكر الله ـ تعالى ـ وجبريل ، وعليّ فائدة. وتقديره أنه لا ناصر لمحمد عليهالسلام غير البارى ـ تعالى ـ وجبريل ، وعليّ ، واختصاص عليّ بنصرة النبي صلىاللهعليهوسلم دون باقى الصحابة ، دليل على أنّه أفضل منهم ، نظرا إلى أنّ نصرة النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ من أفضل العبادات.
الثانى : أنّه تعالى بدأ بنفسه ، ثم بجبريل ، ثم بعلىّ ، وذلك يدل على أنه أفضل من غيره من الصّحابة.
الخامس عشر : قوله ـ عليهالسلام : ـ «من كنت مولاه فعلىّ مولاه» (٢). وقوله عليهالسلام : «أنت منى بمنزلة هارون من موسى (٣)» ، وقد سبق وجه الاحتجاج بذلك.
السادس عشر : قوله عليهالسلام : «على خير البشر ، ومن أبى فقد كفر» (٤).
السابع عشر : ما روى عن النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أنه قال : «من أراد أن ينظر إلى آدم فى علمه ، وإلى نوح فى تقواه ، وإلى إبراهيم فى حلمه ، وإلى موسى فى هيبته ، وإلى عيسى فى عبادته ؛ فلينظر إلى عليّ بن أبى طالب (٥). [فالنبى (٦) قد] أوجب مساواته للأنبياء فى
__________________
(١) النقاش : هو أبو بكر محمد بن الحسين بن زياد البغدادى المعروف بابن النقاش. اشتغل بالتفسير والاقراء. ولد ببغداد سنة ٢٦٦ ه وتوفى سنة ٣٥١ ه [تاريخ بغداد ١ / ٢٣ ، وفيات الأعيان ٤ / ٢٩٨].
(٢) ورد فى مسند الإمام أحمد ١ / ١١٨ ، ١١٩ ، ١٥٢ قال : وفى رواية أخرى قال : فزاد الناس بعد وال من والاه «وعاد من عاداه» كما ورد فى سنن ابن ماجه ١ / ٤٣ وسنن الترمذي ٥ / ٦٣٣.
(٣) متفق عليه. فى صحيح البخارى ٥ / ٢٤ «قال النبي صلىاللهعليهوسلم لعلى : أما ترضى أن تكون منى بمنزلة هارون من موسى».
كما ورد فى صحيح مسلم ٧ / ١٢٠.
(٤) ورد فى تاريخ ابن عساكر ٢ / ٤٤٤ وذكر الشوكانى فى الفرائد المجموعة ص ٣٤٨
«فى اسناده محمد بن على الجرجانى وهو المتهم به ، ومحمد بن شجاع الثلجى وهو كذاب» كما ورد فى اللآلى المصنوعة ١ / ٣٢٨.
(٥) جاء فى الفوائد المجموعة ص ٣٦٧. قال ابن الجوزى : موضوع وفى إسناده أبو عمر الأزدى متروك. كما ذكره السيوطى فى اللآلى المصنوعة ١ / ٣٥٥ وما بعدها.
(٦) ساقط من «أ».