وقوله ـ تعالى ـ : (فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ) (١) لا نسلم أن المراد من قوله تعالى : (وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ) عليّ بن أبى طالب ؛ بل المراد به خيار المؤمنين على ما قاله أكثر المفسرين. وقال العلاء بن زياد (٢) : المراد به الأنبياء (٣).
وقال الضحاك (٤) : المراد به أبو بكر ، وعمر ، ويقال عثمان أيضا.
وقوله ـ عليهالسلام ـ «من كنت مولاه فعلىّ مولاه». وقوله : «أنت منى بمنزلة هارون من موسى» سيأتى جوابهما فيما بعد (٥).
وقوله ـ عليهالسلام ـ «من أراد أن ينظر إلى آدم فى علمه» الحديث ؛ فليس فيه ما يدل على تفضيله.
قولهم : إنه أوجب مساواته لكل نبى فى صفته ، لا يخلو : إما أن يوجب مساواته لكل واحد فى الفضيلة ؛ لمساواته فيما يشبهه به ، أو لا يوجب ذلك.
الأول : محال. لما فيه من القول بأن عليا مساو للنبى ـ عليه الصلاة والسلام فى الفضيلة ؛ وهو خلاف الإجماع ، ولأنه يلزم من مساواته لكل واحد من الأنبياء المذكورين فى فضيلته ، أن يكون أفضل من كل واحد منهم ؛ لمساواته له فى فضيلته ، وترجحه عليه بفضيلة غيره ؛ والولىّ لا يكون أفضل من النبىّ بالإجماع.
وإن كان الثانى : فقد بطل ما ذكروه من وجه الاستدلال.
وما ذكروه من اتصافه بالصفات المذكورة ، والمناقب المشهورة ، فكل ذلك ممّا يوجب الفضيلة لا الأفضلية ، فإنّه / / ما من واحد من آحاد الصّحابة ، إلّا وهو أيضا مختص بمناقب وفضائل لم توجد فى حق غيره ، وإن لم يكن أفضل من غيره.
__________________
(١) سورة التحريم ٦٦ / ٤.
(٢) العلاء بن زياد : هو العلاء بن زياد بن مطر بن شريح حدث عن أبى هريرة توفى فى ولاية الحجاج سنة ٩٤.
[طبقات ابن سعد ٧ / ٢١٧ ، تهذيب التهذيب ٨ / ١٨١].
(٣) راجع فى ذلك تفسير الرازى ٣٠ / ٤٤.
(٤) هو الضحاك بن مزاحم البلخى الخراسانى ـ حدث عن ابن عباس وأبى سعيد الخدرى توفى سنة ١٠٥ ه.
[ميزان الاعتدال ١ / ٤٧١ ، وتهذيب التهذيب ٤ / ٤٥٣].
(٥) راجع ما سيأتى ل ٢٨٢ / أوما بعدها.
/ / أول ل ١٦١ / أ.