الفصل الرابع
فى إثبات إمامة إمام الأئمة أبى بكر الصدّيق (١)
ودليل إثباتها اتفاق الأمة بعد وفاة رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ على نصبه ، وعقد الإمامة له ، واتّباع الناس له فى أيام حياته ، وموافقتهم له فى غزواته ، ونصبه للولاة والحكام ، ونفوذ أوامره ، ونواهيه ، فى البلدان ؛ وذلك مما شاع وذاع ، وعلم بالتواتر علما لا ريب فيه ، كما علم وجود النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ودعواه بالرسالة ؛ وذلك دليل على إثبات إمامته وصحة نصبه ، وإقامته (٢).
__________________
(١) عبد الله بن أبى قحافة عثمان بن عامر ، التيمى ، القرشى أبو بكر ـ رضي الله عنه ـ أول الخلفاء الراشدين ، وأول من آمن برسول الله صلىاللهعليهوسلم من الرجال ولد بمكة سنة ٥١ قبل الهجرة. أحد عظماء العرب فى الجاهلية وفى الإسلام كان من كبار موسريهم ، ومن أكثرهم علما ، وكانت العرب تلقبه بعالم قريش حرّم على نفسه الخمر فى الجاهلية ، فلم يشربها.
كانت له فى عصر النبوة مواقف عظيمة ؛ فضحى بماله من أجل نصرة المستضعفين من المسلمين ؛ فكان يشترى الأرقاء منهم ويعتقهم. كما شهد كل الحروب مع رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ واحتمل الشدائد. ومواقفه مع الرسول معروفه ، وأقوال الرسول فيه مشهورة. ولما بويع بالخلافة بعد وفاة رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، كانت له مواقف عظيمة فقد حارب المرتدين ، وجيش الجيوش ؛ واتفق له قواد عظام أمناء مؤمنين مخلصين كخالد بن الوليد ، وعمرو بن العاص وأبو عبيدة بن الحراج ، والعلاء بن الحضرمى ، ويزيد بن أبى سفيان ، والمثنى بن حارثة وفتحت فى أيامه معظم بلاد الشام وقسم كبير من العراق.
كان رضى الله عنه أحد المبشرين بالجنة ، ولقبه الصديق فى الجاهلية والإسلام. وكان موصوفا بالحلم والفصاحة والشجاعة ، توفى بالمدينة سنة ١٣ ه وكانت مدة خلافته سنتان وثلاثة أشهر ونصف. له فى كتب الحديث (١٤٢) حديثا.
[صفة الصفوة ١ / ٨٨ ـ ١٠١ ، والإصابة ت ٤٨٠٨ ، والأعلام ٤ / ١٠٢].
(٢) لمزيد من البحث والدراسة بالإضافة إلى ما ورد هنا. يرجع إلى المصادر التالية :
الإبانة عن أصول الديانة للإمام الأشعرى ص ٢٠٤ وما بعدها ، واللمع له أيضا ص ١٣١ والتمهيد للباقلانى ص ١٨٧ وما بعدها. وأصول الدين للبغدادى ص ٢٨١ وما بعدها والإرشاد لإمام الحرمين الجوينى ص ٢٤٠ وما بعدها ، ولمع الأدلة له أيضا ص ١١٥ وما بعدها والأربعين للرازى ص ٤٣٩ وما بعدها ، ومعالم أصول الدين له أيضا ص ١٧٠ وما بعدها وغاية المرام للآمدى ص ٣٨٧ وما بعدها.
ومن كتب المعتزلة : المغنى فى أبواب التوحيد والعدل للقاضى عبد الجبار ٢٠ / ٢٧٩ وما بعدها ، والمعتمد فى أصول الدين ص ٢٢٥ وما بعدها ، وشرح الأصول الخمسة ص ٧٥٠ وما بعدها.
ومن كتب المتأخرين عن الآمدي : شرح المواقف للجرجانى ـ الموقف السادس ص ٢٩٥ وما بعدها ، وشرح المقاصد للتفتازانى ٢ / ٢٠٩ وما بعدها ومنهاج السنة لابن تيمية ٢ / ١٧٥ وما بعدها.