الفصل التاسع
فيما جرى بين الصحابة من الفتن ، والحروب
وقد اختلف أهل الإسلام فيما شجر بين الصحابة من الفتن.
فمنهم من أنكر وقوعها أصلا : وقال : إن عثمان لم يحاصر ، ولم يقتل غيلة ، وأن وقعة الجمل ، وصفّين لم توجد : كالهشاميّة من المعتزلة (١).
ومنهم من اعترف بوجودها :
ثم اختلف هؤلاء : فمنهم من سكت عن الكلام فيها ، ولم يقل فيها بتخطئة ولا تصويب ، وهم طائفة من أهل السنة (٢).
ومنهم من تكلّم فيها : ثم اختلف هؤلاء : فمنهم من خطأ الفريقين ، وفسقهما معا : كالعمرويّة أصحاب عمرو بن عبيد من المعتزلة (٣).
ومنهم من قضى بتخطئة أحد الفريقين. ثم اختلف هؤلاء.
فمنهم من قال بتخطئة أحد الفريقين ، وتفسيقه لا بعينه من عثمان ، وقاتليه ، وعلى ومقاتليه. وحكموا بأن كل واحد من الفريقين لو شهد على باقة بقل ؛ لم تقبل
__________________
(١) عن هذه الفرقة انظر ما سبق فى القاعدة السابعة ـ الفصل الرابع :
ل ٢٤٥ / أفقد تحدث الآمدي عن هذه الفرقة وعن آرائها بالتفصيل.
ولمزيد من البحث والدراسة انظر : الملل والنحل للشهرستانى ١ / ٧٣ وما بعدها
والفرق بين الفرق للبغدادى ص ١٥٩ وما بعدها ، والتبصير فى الدين ص ٤٦ ، ٤٧ واعتقادات فرق المسلمين والمشركين للرازى ص ٤٣ ، وشرح المواقف للجرجانى (التذييل ص ١٣).
(٢) قارن بما ورد هنا : شرح المواقف ٦ / ٣٣٣.
ولمزيد من البحث والدراسة : انظر مقالات الإسلاميين للإمام الأشعرى ص ٤٥٣ وما بعدها.
والاقتصاد فى الاعتقاد للإمام الغزالى ص ٢١٨ وما بعدها.
(٣) عن هذه الفرقة وآرائها انظر ما سبق فى القاعدة السابعة ـ الفصل الرابع الفرقة الثانية ل ٢٤٤ / ب.
ولمزيد من البحث والدراسة : يرجع إلى المصادر التالية :
الفرق بين الفرق للبغدادى ص ١٢٠ وما بعدها ، والتبصير فى الدين ص ٤٢.
اعتقادات فرق المسلمين والمشركين للرازى ص ٤٠ ، وشرح المواقف (تذييل ص ٧).