والوجه فى تفصيل هذه الفرق أن نقول :
أما كبار الفرق الإسلامية فثمانية : المعتزلة ، والشيعة والخوارج ، والمرجئة والنجّارية ، والجبرية ، والمشبهة ، والفرق الناجية.
أما المعتزلة :
ويسمون أنفسهم أصحاب العدل ، ويلقبون بالقدرية.
أما تسميتهم معتزلة : فلاعتزال أصلهم ـ وهو / / واصل بن عطاء (١) ـ عن مجلس الحسن البصرى (٢) ، وتفرده بأن مرتكب الكبيرة ليس بمؤمن ، ولا كافر ، وإثباته للمنزلة بين المنزلتين.
وأما تسميتهم : أصحاب العدل : فلاتفاقهم على أن الله تعالى لا يفعل إلا الصّلاح ، والخير ، ووجوب رعاية الحكمة فى أفعاله ، وسموا ذلك عدلا.
وأما تسميتهم بالقدرية : فلاسنادهم أفعال المختارين إلى قدرهم ، ومنعهم من إضافتها إلى قدرة الله تعالى ـ ، وقد قال عليهالسلام : «القدرية مجوس هذه الأمة» (٣). وقال عليه الصلاة والسلام : «القدرية خصماء الله فى القدر». وربما زعموا أن القدرى هو من يقول القدر خيره ، وشره من الله تعالى ، هربا من شنيع هذه الوصمة ، وهو بعيد ، فإنه عليه الصلاة والسلام وصف القدرية بأنهم : «خصماء الله» ، ولا خصومة فى حق من يقول بالتسليم ، والرضا ، والتوكل ، وإحالة الأمور كلها على القدر المحتوم.
__________________
/ / أول ل ١٣٨ / ب.
(١) هو أبو حذيفة واصل بن عطاء الغزال ، كان تلميذا للحسن البصرى ، وهو مؤسس فرقة المعتزلة ، ورئيسها الأول ، لقب بالغزال ؛ لأنه كان يلازم الغزالين ؛ ليعرف المتعففات من النساء ، فيجعل صدقته لهن ، ولد فى سنة ٨٠ ه وتوفى سنة ١٣١ ه (الكامل للمبرد ٣ / ٩٢١ ـ معجم المؤلفين ١٣ / ١٥٩).
(٢) هو أبو سعيد : الحسن بن يسار البصرى ، إمام أهل البصرة ، ولد فى خلافة عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ وتوفى فى سنة ١١٠ ه (العبر ١ / ١٣٦ ، مروج الذهب ٣ / ٢١٤).
(٣) تكملة الحديث : «إن مرضوا فلا تعودهم ، وإن ماتوا فلا تشهدوهم» ومن أسماء المعتزلة وألقابهم التى أطلقوها على أنفسهم : ١ ـ أهل التوحيد ٢ ـ أهل العدل.
ومن الألقاب التى أطلقها خصومهم عليهم وردوها :
١ ـ القدرية ٢ ـ الثنوية المجوسية ٣ ـ الجهمية ٤ ـ مخانيث الخوارج ٥ ـ مخانيث الفلاسفة ٦ ـ الوعيدية ٧ ـ المعطلة.