وقد اتفقوا على أن القدم (١) أخص وصف الإله تعالى ، وعلى نفى الصفات القديمة عن ذاته (٢) ، وأن كلامه محدث مخلوق من حرف وصوت (٣) ، وأنه غير مرئى بالأبصار فى الآخرة (٤) ، وأنه يجب عليه رعاية الحكمة فى أفعاله (٥) ، وعلى التحسين والتقبيح العقلى (٦) ، وعلى أن العبد إذا خرج من الدنيا مطيعا تائبا استحق الثواب وجوبا (٧) ، إن خرج مرتكب الكبيرة من الدنيا من غير توبة استحق الخلود فى النار ، على ما سبق (٨).
/ كل ذلك وإبطاله فى مواضعه ، ثم افترقوا بعد ذلك عشرين فرقة يكفر بعضهم بعضا.
الفرقة الأولى : الواصلية (٩) :
أصحاب واصل بن عطاء الغزّال ، قالوا بنفى صفات الباري ـ تعالى ـ وبالقدر وامتناع إضافة الشر إلى أفعال الله ـ تعالى ـ وبالمنزلة بين المنزلتين ، والحكم بتخطئة أحد الفريقين وتفسيقه لا بعينه من عثمان ، وقاتليه ، وجوزوا أن يكون عثمان لا مؤمنا ، ولا
__________________
(١) انظر رأى المعتزلة ورد الآمدي عليهم بالتفصيل فى الجزء الأول ـ القاعدة الرابعة ـ النوع الثانى ل ٥٣ / أوما بعدها
(٢) تحدث الآمدي عن موقف المعتزلة من الصفات ورد عليهم بالتفصيل فى القاعدة الرابعة النوع الثانى : ل ٥٣ / أوما بعدها.
(٣) انظر أبكار الأفكار الجزء الأول : القاعدة الرابعة ـ النوع الثانى المسألة الخامسة : فى إثبات صفة الكلام لله تعالى ل ٨٢ / ب وما بعدها.
(٤) انظر الجزء الأول من الأبكار القاعدة الرابعة ـ النوع الثالث ـ المسألة الثانية : فى رؤية الله ـ تعالى ـ ١٢٣ / أوما بعدها.
(٥) انظر الجزء الأول من الأبكار ـ القاعدة الرابعة ـ النوع السادس المسألة الثالثة : فى أنه لا يجب رعاية الغرض ل ١٨٦ / ب وما بعدها.
(٦) انظر الجزء الأول من الأبكار ـ القاعدة الرابعة ـ النوع السادس ـ المسألة الأولى : في التحسين والتقبيح ل ١٧٤ / ب وما بعدها.
(٧) انظر الجزء الثانى من الأبكار ـ القاعدة السادسة ـ الأصل الثانى ـ الفصل الأول : فى استحقاق الثواب والعقاب ل ١٩٢ / ب وما بعدها.
(٨) الجزء الثانى من الأبكار ـ القاعدة السابعة ـ الفصل الثالث ـ فى أن العاصى من أهل القبلة هل هو كافر أم لا؟ ل ٢٤١ / ب.
(٩) عن فرقة الواصلية بالإضافة لما ورد هاهنا. انظر الملل والنحل للشهرستانى ١ / ٤٦ ، والفرق بين الفرق لبغدادى ص ١١٧ وما بعدها واعتقادات فرق المسلمين والمشركين للرازى ص ٤٠ ، والتبصير فى الدين للأسفراييني ص ٤٠ وشرح المواقف (التذييل) ص ٦ وما بعدها تحقيق الدكتور أحمد المهدى.