وأن معنى كون الرب سميعا ، وبصيرا ، أنه عالم بالمسموعات ، والمبصرات ، وأن معنى كون الرب ـ تعالى ـ يرى ذاته ، وغيره ؛ أنه يعلم ذاته وغيره ؛ وكل ذلك فقد سبق إبطاله (١).
الفرقة السابعة عشرة : الجاحظية (٢) :/
أصحاب عمرو بن بحر الجاحظ (٣) ومن مذهبهم أن المعارف كلها / / ضرورية ، وإنكار أصل الإرادة شاهدا ، وأنه لا معنى للمريد غير كونه غير ساه عما يفعله ، وإن الإرادة المتعلقة بفعل الغير ، هى ميل النفس إليه ، وأن الأجسام ذوات طبائع ، والقول باستحالة عدم الجواهر ، وأن الله ـ تعالى ـ لا يخلد أحدا فى النار ، ولا يدخله إليها ؛ بل النار هى التى تجتذب أهلها إلى نفسها ، والقول بالقدر ، ونسبة الخير والشّر إلى فعل العبد ، ونفى الصفات ، وأن القرآن جسد يجوز أن ينقلب مرة رجلا ، ومرة حيوانا ، وكل ذلك أيضا ، مما سبق إبطاله (٤).
الفرقة الثامنة عشرة : الكعبية (٥) :
أصحاب أبى القاسم الكعبى ، ومن مذهبهم أن جميع أفعال الرب ـ تعالى ـ واقعة منه من غير إرادة منه لها ، وأن الله ـ تعالى ـ لا يرى نفسه إلا على معنى علمه بما يراه ، وأنه لا معنى لإدراكه الأشياء ، غير علمه بها ؛ وذلك كله أيضا باطل بما سبق (٦).
__________________
(١) راجع ما مر فى القاعدة الرابعة.
(٢) عن الجاحظية : انظر الملل والنحل للشهرستانى ١ / ٧٥ ، ٧٦. والفرق بين الفرق للبغدادى ص ١٧٥ وما بعدها.
والتبصير فى الدين للأسفراييني ص ٤٩ وما بعدها. وشرح المواقف ـ التذييل ـ ص ١٩.
(٣) هو أبو عثمان : عمرو بن بحر بن محبوب الكنانى ـ البصرى المعتزلى. كبير أئمة الأدب ، وأديب العربية. رئيس فرقة الجاحظية المنسوبة إليه ولد بالبصرة سنة ١٥٠ ه كانت له مؤلفات كثيرة ، ومن الغريب أنه قتل تحتها سنة ٢٥٢ وقيل سنة ٢٥٥ ه. (تاريخ بغداد ١٢ / ٢١٢. العبر ١ / ٤٥٦ ، وفيات الأعيان الترجمة رقم ٤٧٩).
/ / أول ل ١٤٠ / أ.
(٤) راجع ما سبق فى الجزء الأول ـ القاعدة الرابعة.
(٥) أصحاب أبى القاسم الكعبى : عبد الله بن أحمد بن محمود الكعبى ، البلخى الخراسانى أحد أئمة المعتزلة له آراء ، ومقالات ، انفرد بها ، وله كتب كثيرة توفى سنة ٣١٩ ه انظر عنه وعن فرقته بالإضافة إلى ما ورد هاهنا.
[الملل والنحل ١ / ٧٦ وما بعدها ؛ فقد أدمج هذه الفرقة فى الخياطية ، وعدهما فرقة واحدة فقال : الحادية عشرة : الخياطية والكعبية ـ والفرق بين الفرق ص ١٧٩ ، ١٨٠ والتبصير فى الدين ص ٥١ ، ٥٢ ، وشرح المواقف (تذييل) ص ١٩ ، ٢٠. وتاريخ بغداد ٩ / ٣٨٤].
(٦) راجع ما مر فى الجزء الأول ـ القاعدة الرابعة.