الفرقة الأولى : السبائية (١) :
أصحاب عبد الله بن سبأ الّذي قال لعلى : أنت الإله حتى نفاه إلى المدائن فلما قتل عليّ ، زعم ابن سبأ أن عليا ، لم يمت ، وفيه الجزء الإلهي ، وأن ابن ملجم. إنما قتل شيطانا ، تصور بصورة على ، وأنه فى السحاب ، وأن الرعد صوته ، والبرق سوطه ، وأنه ينزل إلى الأرض بعد هذا ويملؤها عدلا ، ولهذا فإن هذه الطائفة إذا سمعوا صوت الرعد قالوا : عليك السلام يا أمير المؤمنين ، ولا يخفى كفر هذه الطائفة / / لإضافتها الألوهية إلى عليّ.
ثم يقال لهم إن كان عليّ حيّا ، وأن ابن ملجم لم يقتل إلا شيطانا ؛ فقاتل الشيطان محمود ، لا مذموم ، ملعون.
الفرقة الثانية : الكاملية (٢) :
أصحاب أبى كامل كفّروا الصحابة بتركهم بيعة عليّ ، وكفّروا عليّا بتركه طلب الحق ، وإظهاره وهم قائلون بالتناسخ وأن الإمامة نور تتناسخ من شخص إلى شخص ، وأن ذلك النور قد يكون فى شخص نبوة ، وفى شخص إمامة.
الفرقة الثالثة : البيانية (٣) :
أصحاب بيان بن سمعان التميمى ، زعموا أن الإله ـ تعالى ـ على صورة إنسان وأنه يهلك كله إلا وجهه ، لقوله تعالى : (كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ) (٤). وأن روح الإله تعالى
__________________
(١) هم أصحاب عبد الله بن سبأ ، كان فى الأصل يهوديا ؛ فاظهر الإسلام ، وحاول أن يحدث فى الإسلام ، ما أحدثه بولس فى المسيحية ، ولكن الله حمى دينه الّذي تعهد بحفظه بحفظ كتابه (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ) وابن سبأ ، وأتباعه خارجون عن الإسلام [مقالات الإسلاميين ١ / ٨٦ وما بعدها والملل والنحل ١ / ١٧٤ ، والفرق بين الفرق ص ٢٣٣ وما بعدها].
/ / أول ل ١٤٠ / ب.
(٢) الكاملية : أصحاب أبى كامل ومنهم بشار بن برد الشاعر انظر التبصير فى الدين ص ٢١ ، ولمزيد من البحث والدراسة عن هذه الفرقة. انظر الفرق بين الفرق ص ٥٤ وما بعدها. والملل والنحل ١ / ١٧٤ ، واعتقادات فرق المسلمين والمشركين ص ٦٠ ، وشرح المواقف ـ التذييل ـ ص ٢٣ ؛ فقد نقل عن الآمدي قوله
(٣) أصحاب بيان بن سمعان التميمى النهدى اليمنى ، زعموا أن الإمامة صارت من أبى هاشم إلى بيان بوصيته إليه.
[وهم خارجون على الإسلام] وقد ظهر بيان بن سمعان بالعراق ، وادعى النبوة ، ثم ادعى الألوهية ؛ فقتله خالد القسرى والى العراق سنة ١١٩ وقيل سنة ١٢٠ ه. انظر عن هذه الفرقة بالإضافة لما ورد هاهنا : مقالات الإسلاميين ص ٦٦ ، ٦٧ ، والتبصير فى الدين ص ٧٢ والملل والنحل ١ / ١٥٢ ، والفرق بين الفرق ص ٢٣٦ وما بعدها. وشرح المواقف ص ٢٣ ، ٢٤ ، والكامل لابن الأثير ٥ / ٨٢.
(٤) سورة القصص ٢٨ / ٨٨.