الفرق الخامسة : الجناحية (١) :
أصحاب عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر ذى الجناحين.
يزعمون أن الأرواح تتناسخ ، وأن روح الإله ـ تعالى ـ كانت فى آدم ، ثم فى شيث ، ثم صارت إلى الأنبياء ، والأئمة حتى انتهت إلى على وأولاده الثلاثة من بعده ، ثم صارت إلى عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر ، وأنه حي لم يمت ، بجبل من جبال أصفهان ، وكفروا بالقيامة ، واستحلوا المحرمات من الخمر ، والميتة ، وغيرهما.
وهؤلاء أيضا كفار ، لدعواهم بإلهية آدم ، وغيره ، واستحلالهم المحرمات من غير شبهة.
الفرقة السادسة : المنصورية (٢) :
أصحاب أبى منصور العجلى.
يزعمون أن الإمامة صارت إلى أبى جعفر محمد بن على بن الحسين بن على بن أبى طالب ، وأنه عرج به إلى السماء وأن معبوده مسح بيده على رأسه ، وقال له : يا بنى اذهب فبلغ عنى .. ثم أنزله إلى الأرض ، وأنه الكسف الساقط من السماء ، وأنه المراد من قوله تعالى : (وَإِنْ يَرَوْا كِسْفاً مِنَ السَّماءِ ساقِطاً يَقُولُوا سَحابٌ مَرْكُومٌ) (٣).
وزعموا أيضا أن الرسل لا تنقطع أبدا ، وكفروا بالجنة والنار ، وأحلوا المحرمات ، وأسقطوا الفرائض.
وزعموا أن الجنة رجل أمرنا بموالاته ، وهو الإمام ، وأن النار رجل أمرنا بمعصيته ، وهو معاند للإمام كأبي بكر وعمر وغيرهما ، وأن الفرائض رجال أمرنا بموالاتهم ، والمحرمات رجال أمرنا بمعصيتهم.
__________________
(١) سميت هذه الفرقة بالجناحية نسبة إلى جعفر بن أبى طالب ـ رضي الله عنه ـ الشهيد الّذي كان يلقب بالطيار ، وذى الجناحين ؛ لأن مؤسسها من أحفاده. ورأس هذه الفرقة عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر ذى الجناحين ، خرج على الأمويين ، فى عهد آخر خلفائهم ، وجرت بينهم معارك ـ وفى ذلك الوقت بدأت الدولة العباسية يظهر أمرها ؛ فسار إليه أبو مسلم الخراسانى وقضى عليه. انظر فى شأن هذه الفرقة ومؤسسها.
[مقالات الإسلاميين ١ / ٦٧ والفرق بين الفرق ص ٢٥٥ والتبصير فى الدين ص ٧٣ واعتقادات فرق المسلمين والمشركين ص ٥٩ وشرح المواقف ـ التذييل ـ ص ٢٥].
(٢) أصحاب أبى منصور العجلى : من عبد القيس ، كان يسكن الكوفة ، وكان أميا لا يقرأ وادعى الإمامة ، ثم ادّعى النبوة ، ولما زادت فتنه ، وضلالاته ؛ قتله يوسف بن عمر الثقفى ، وصلبه. ولمزيد من البحث والدراسة عن هذه الفرقة : انظر مقالات الإسلاميين للأشعرى ١ / ٧٤ وما بعدها ، والملل والنحل ١ / ١٧٨ ، ١٧٩ والفرق بين الفرق ص ٢٤٣ ، والتبصير فى الدين ص ٧٣ ، واعتقادات فرق المسلمين والمشركين ص ٥٨ ، وشرح المواقف ـ تذييل ـ ص ٢٦.
(٣) سورة الطور : ٥٢ / ٤٤.