الفصل الأول
فى تحقيق معنى الإيمان ، وأنّه هل يقبل
الزّيادة والنقصان ، أم لا؟ (١)
وقد اتفق أهل الإسلام على أن مفهوم لفظ الإيمان لا يخرج عن أعمال القلب والجوارح ، وما تركب منهما.
لكن اختلفوا :
فمنهم من قال : إنّه لا يخرج عن أعمال القلب.
ومنهم من قال : إنّه لا يخرج عن أعمال الجوارح.
ومنهم من قال : لا يخرج عن المركّب منهما.
فأمّا من قال : بأنّه لا يخرج عن أعمال القلب ؛ فقد اختلفوا :
فمنهم من قال : الإيمان هو تصديق القلب. وهو مذهب الشيخ أبى الحسن والقاضى أبى بكر ، والاستاذ ابى إسحاق ، وأكثر الأئمة ، ووافقهم على ذلك الصالحى ، وابن الراوندى من المعتزلة (٢).
ومنهم من قال : الإيمان بالله ـ تعالى ـ معرفته ، وهو مذهب جهم بن صفوان (٣) وبكر ابن اخت عبد الواحد بن زيد (٤) والإمامية.
__________________
(١) لمزيد من البحث والدراسة. يرجع إلى المراجع التالية بالإضافة لما ورد هاهنا : اللمع للإمام الأشعرى ص ١٢٢ وما بعدها. والإنصاف للباقلانى ص ٥٤ وما بعدها. والإرشاد للجوينى ص ٣٩٦ وما بعدها.
وأصول الدين للبغدادى ص ٢٤٧ وما بعدها.
والاقتصاد فى الاعتقاد للغزالى ص ١٤١ وما بعدها. وفيصل التفرقة. وكله فى مسألتنا. وغاية المرام فى علم الكلام للآمدى ص ٣٠٩ وما بعدها.
ومن كتب المعتزل : شرح الأصول الخمسة للقاضى عبد الجبار ص ٧٩٧ وما بعدها ومن كتب المتأخرين عن الآمدي :
شرح المواقف للجرجانى : الموقف السادس ص ٢٣٤ وما بعدها تحقيق الدكتور أحمد المهدى.
وشرح المقاصد للتفتازانى ٢ / ١٨١ وما بعدها.
والايمان لابن تيمية. (كله فى هذا الموضوع وما يتعلق به) وشرح الطحاوية لابن أبى العز الحنفى ص ٣٦٠ وما بعدها.
(٢) ابن الراوندى انظر ترجمته فى الجزء الأول فى هامش ل ٢٣١ / أ
(٣) انظر عنه ما مر فى الجزء الأول فى هامش ل ٥ / أ
(٤) انظر عنه ما مر فى الجزء الأول فى هامش ل ١٩٢ / ب.