وأما الخوارج (١) : فقد انقسموا فى الأصل إلى :
المحكمية الأولى ، والبيهسية ، والأزارقة ، والنجدات ، والصفرية والإباضية ، والعجاردة.
أما المحكمية الأولى (٢) : فهم الذين خرجوا على عليّ عند التحكيم ، وكانوا اثنى عشر ألف رجل ، أهل صلاة وصيام وفيهم قال النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ «تحقر صلاة أحدكم فى جنب صلاتهم ، وصوم أحدكم فى جنب صومهم ، ولكن لا يجاوز إيمانهم تراقيهم» (٣).
وهم مجمعون على تجويز الإمامة فى غير قريش ، وأن كل من نصبوه برأيهم وعاشر الناس بالعدل ، واجتناب الجور ؛ كان إماما ، وإن غيّر السيرة ، وعدل عن الحق ، وجب عزله أو قتله ، وجوزوا أن لا يكون فى العالم ، إمام أصلا.
وأجمعوا أيضا على تخطئة عليّ فى التحكيم ، وتكفيره ؛ وتكفير عثمان / / وأكثر الصحابة ، وتكفير ومرتكب الكبيرة.
أما قولهم : إنه يجوز أن يكون الإمام من غير قريش ؛ فهو خلاف الإجماع من السلف وخلاف (قوله عليهالسلام : والأئمة من قريش (٤)) ، وقوله عليهالسلام : «قدموا قريشا ولا تتقدموها (٥).
__________________
(١) الخارجى : هو كل من خرج على الإمام الحق. سواء كان الخروج في أيام الصحابة ، أو فى أيام التابعين ، والأئمة فى كل زمان ، والخوارج من أوائل الفرق الإسلامية : وهم سبع فرق كبار. انظر عنهم بالإضافة لما ورد هاهنا : مقالات الإسلاميين للإمام الأشعرى ص ١٦٧ ـ ٢١٢ ، والفرق بين الفرق ص ٧٢ ـ ١١٣ والملل والنحل ص ١١٤ ـ ١٣٨ ، والتبصير فى الدين ص ٢٦ ـ ٣٦ واعتقادات فرق المسلمين والمشركين ص ٤٦ ـ ٥١ وشرح المواقف للشريف الجرجانى ص ٤٢ ـ ٥٣ من التذييل. ومن الدراسات الحديثة : تأملات فى التراث العقدى للفرق الكلامية (فرقة الخوارج) د / عبد السلام عبده وإسلام بلا مذاهب ص ١٢١ ـ ١٧٠ ، وتاريخ المذاهب الإسلامية ص ٦٥ ـ ٨٧.
(٢) ويقال لهم محكمة وشراة. وانظر بشأن هذه الفرقة : الفرق بين الفرق ص ٧٢ ـ ٨٢ والملل والنحل ص ١١٥ ـ ١١٨ ، والتبصير فى الدين ص ٢٦ ـ ٦٩ ، واعتقادات فرق المسلمين والمشركين ص ٤٦ ، وشرح المواقف ص ٤٢ ، ٤٣ من التذييل.
(٣) أخرجه أبو داود فى سننه : ٢ / ٥٤٥ (كتاب السنة ـ باب فى قتال الخوارج) عن على رضي الله عنه.
/ / أول ل ١٤٤ / أ.
(٤) فى مسند الإمام أحمد ٣ / ١٢٩ ، ١٨٣ ، ٤ / ٤٢١ الأئمة من قريش ، إن لهم عليكم حقا ، ولكم عليهم حقا مثل ذلك ما استرحموا فرحموا ، وإن عاهدوا أوفوا ، وإن حكموا عدلوا ، فمن لم يفعل ذلك منهم ، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين» قال ابن حزم فى الفصل ٤ / ٨٩ إن رواية الحديث جاءت بطريقة التواتر».
(٥) رواه السيوطى في الجامع الصغير ٢ / ٨٦.