وقولهم : إن السكر إذا كان من شراب حلال ؛ فلا يؤاخذ صاحبه بما فعل وأن السكر إذا انضم إليه فعل الكبيرة كان كفرا ؛ فهو خلاف إجماع السلف أيضا ؛ والدليل ما سبق (١).
وأما الأزارقة (٢)
أصحاب نافع بن الأزرق ، فإنهم كفروا عليا بالتحكيم وقالوا : إن عليا هو الذي أنزل فى شأنه : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيُشْهِدُ اللهَ عَلى ما فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصامِ) (٣).
وصوبوا عبد الرحمن بن ملجم (٤) بقتله لعلىّ ، وقالوا هو الّذي أنزل الله فى شأنه : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ) (٥).
وفيه قال مفتى الخوارج وزاهدها وشاعرها عمران بن حطان (٦) :
يا ضربة من تقى ما أراد بها |
|
إلا ليبلغ من ذى العرش رضوانا |
أنى لأذكره يوما فأحسبه |
|
أو فى البرية عند الله ميزانا |
__________________
(١) انظر ما مر ل ٢٤١ / ب وما بعدها.
(٢) أصحاب نافع بن الأزرق بن قيس بن نهار ، البكرى ، الوائلى ، الحرورى ، صحب في أول أمره عبد الله بن عباس.
كان من أنصار عليّ ـ رضي الله عنه ـ حتى كانت قضية التحكيم وفى سنة ٦٥ ه اشتدت شوكته ، وكثرت جموعه ؛ ولكنه قتل بعد معركة كبيرة سنة ٦٥ ه ، انظر بشأن هذه الفرقة بالإضافة لما ورد هاهنا.
مقالات الإسلاميين ص ١٦٨ وما بعدها ، والملل والنحل ص ١١٨ وما بعدها ، والفرق بين الفرق ص ٨٢ وما بعدها للبغدادى الّذي سماه نافع بن الأزرق الحنفى أبو راشد ، والتبصير فى الدين للأسفراييني ص ٢٩ ، ٣٠ سماه أبو راشد نافع بن الأزرق الحنفى.
(٣) سورة البقرة ٢ / ٢٠٤.
(٤) هو عبد الرحمن بن ملجم المرادى الحميرى ، كان مع الإمام على ، ثم خرج عليه واتفق مع جماعة على قتل عليّ ، ومعاوية ، وعمرو بن العاص. فى ليلة واحدة ، فقصد الكوفة وقتل الإمام عليّ بينما فشل صاحباه. (الإعلام ٤ / ١١٤).
(٥) سورة البقرة ٢ / ٢٠٧.
(٦) عمران بن حطان : رأس من رءوس الخوارج شاعر وفقيه توفى سنة ٨٤ ه انظر العبر ١ / ٩٨ وديوان الخوارج جمع د / نايف معروف دار المسيرة بيروت سنة ١٩٨٣ م.
وقد رد الإمام عبد القاهر البغدادى صاحب الفرق بين الفرق على عمران بن حطان قال عبد القاهر ، وقد أجبناه عن شعره هذا بقولنا :
يا ضربة من كفور ما استفاد بها |
|
ألا الجزاء بما يصليه نيرانا |
إنى لألعنه دينا وألعن من |
|
يرجو له أبدا عفوا وغفرانا |
ذاك الشقى لأشقى الناس كلهم |
|
أخفهم عند ربهم الناس ميزانا |