لمعرفتهم بالله تعالى ـ على ما قاله تعالى : (إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ) (١) ؛ وهو خلاف إجماع المسلمين.
الفرقة الثانية : من الإباضية اليزيدية (٢)
أصحاب يزيد بن أنيسه. زادوا على الإباضية بأن الله ـ تعالى ـ سيبعث رسولا من العجم ، وينزل عليه كتابا قد كتب فى السماء ، وينزل عليه جملة واحدة ، ويترك شريعة محمد عليهالسلام ، وتكون ملته الصابئة المذكورة فى القرآن ، وحكموا بأن أصحاب الحدود مشركون ، وأن كل معصية كبيرة كانت ، أو صغيرة شرك.
الفرقة الثالثة : منهم الحارثية (٣) :
أصحاب أبى الحارث الإباضى ـ خالفوا الإباضية فى القول بالقدر ، كما قالت المعتزلة ، وفى الاستطاعة قبل الفعل ؛ وهو باطل بما سبق (٤).
الفرقة الرابعة : منهم : القائلون بطاعة لا يراد بها الله تعالى (٥)
زعموا أن العبد قد يكون مطيعا لله ـ تعالى ـ إذا فعل ما أمره به ، وإن لم يقصد الله ـ تعالى ـ بذلك الفعل.
وقولهم ممتنع لقوله عليهالسلام : «لا عمل إلا بنية» ، وقوله عليهالسلام : الأعمال بالنيات» (٦)
__________________
(١) سورة النساء : ٤ / ٤٨.
(٢) اليزيدية : أصحاب يزيد بن أنيسة كان بالبصرة ثم انتقل إلى فارس. ولمزيد من البحث والدراسة : انظر مقالات الإسلاميين ص ١٨٤ والملل والنحل ص ١٣٦ وشرح المواقف ص ٤٨. وقد اعتبرهم البغدادى فى الفرق بين الفرق ص ١٠٤ من الفرق الخارجة عن الإسلام لقولهم بنسخ شريعة الإسلام فى آخر الزمان. ثم تحدث عنهم بالتفصيل ص ٢٧٩ وحكم بخروجهم عن فرق الإسلام.
(٣) الحارثية : اتباع أبى الحارث بن يزيد الإباضى ، وقيل : حارث بن يزيد وانظر بشأن هذه الفرقة : مقالات الإسلاميين ص ١٣٤ والفرق بين الفرق ص ١٠٥ وسماه حارث بن يزيد الإباضى والملل والنحل ص ١٣٦ ، والتبصير فى الدين ص ٣٥. وشرح المواقف ص ٤٨ الّذي تابع الآمدي وسماه أبى الحارث.
(٤) انظر ما سبق ل ٢٣١ / أوما بعدها من الجزء الأول.
(٥) انظر عن هذه الفرقة الإضافة لما ورد هنا. مقالات الإسلاميين ص ١٧٢ والفرق بين الفرق ص ١٠٥ ، والتبصير فى الدين ص ٣٥ وشرح المواقف ص ٤٨ من التذييل.
(٦) صحيح البخارى ١ / ١٥ الحديث رقم (١) قال عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ سمعت رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ يقول : «إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى : فمن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها ، أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه».