ـ بعد أن حمد الله وأثنى عليه : «إنّي لرسول الله إليكم بالآيات البيّنات ، وإنّ أسفل منبري هذا لرجل من سعد العشيرة قدم يريد الإسلام ، ولم أره قط ، ولم يرني إلّا في ساعتي هذه ، وسيحدّثكم بعد أن أصلّي عجبا». قال : فصلى وقد مليت منه عجبا ، فلما صلى قال لي : «ادن يا أخا سعد العشيرة ، حدّثنا خبرك وخبر صافي وقرّاط» ، يعني كلبه وصنمه. قال : فقمت على قدمي فحدثته حديثي حتى أتيت على آخره ، فرأيت وجه رسول الله صلىاللهعليهوسلم كأنه للسرور مذهب ، فدعاني إلى الإسلام وقرأ عليّ القرآن فأسلمت (١) ... الحديث.
وكذا أخرجه أبو سعد النّيسابوريّ في «شرف المصطفى» مطوّلا ، وفي آخره : ثم استأذنته في القدوم على قومي ، فأتيتهم ورغّبتهم في الإسلام [١٩١] فأسلموا ، فأتيت بهم النبيّ صلىاللهعليهوسلم ، وفي ذلك أقول :
تبعت رسول الله إذ جاء بالهدى |
|
وخلّفت قرّاطا بدار هوان |
فمن مبلغ سعد العشيرة أنّني |
|
شريت الّذي يبقى بما هو فان |
[الطويل]
٩٨٧٦ ـ أبو ذباب : آخر.
ذكره الفاكهي من طريق محمد بن يعقوب بن عتبة عن أبيه ، عن الحارث بن أبي ذباب ، عن أبيه العباس : أنشد النبي صلىاللهعليهوسلم قول قصي بن كلاب :
أنا ابن العاصمين بني لؤيّ |
|
بمكّة مولدي وبها ربيت |
لي البطحاء قد علمت معدّ |
|
وبرزتها رضيت بها رضيت |
فلست بغالب إن لم تأمّل |
|
بها أولاد قيذر والنّبيت |
[الوافر]
٩٨٧٧ ـ أبو ذرّ الغفاريّ الزاهد المشهور الصادق اللهجة (٢).
مختلف في اسمه واسم أبيه. والمشهور أنه جندب بن جنادة بن سكن. وقيل : عبد الله. وقيل اسمه بربر ، وقيل بالتصغير ، والاختلاف في أبيه كذلك إلا في السكن : قيل يزيد وعرفة ، وقيل اسمه هو السكن بن جنادة بن قيس بن [...] بن عمرو بن مليل ، بلامين مصغرا ، ابن صغير ، بمهملتين مصغرا ، ابن حرام ، بمهملتين ، ابن غفار ، وقيل : اسم جده
__________________
(١) أورده الهيثمي في الزوائد ٣ / ٢٠ وقال رواه أحمد وفيه علي بن زيد وفيه كلام وهو موثق ، والسيوطي في الدر المنثور ٦ / ٣٨.
(٢) أسد الغابة ت ٥٨٦٩ ، الاستيعاب ت ٢٩٨٥.