جلاءً لاظهار بهاء النفس وانفتاحها على الهدى والرشاد.
وقد كانت ولم تزل الكتابة تمثل الزاد الوافر الذي يغدق بنميره العذب موارد العطاء لتنشرح به القلوب ، وتلمع به الابصار ، لانها تمثل جوانب الاشراقات العلمية ، وثمرة الافكار ، وترسم لكل جيل ملامح النهضة والاقدام ، وتحمل في طيها صور الفضيلة ، ومظاهر الابداع الانساني الذي خصه الله سبحانه بتكريم الانسان في احسن تقويم ، وقد أقسم البارئ المصور بالقلم وما يسطرون ، اظهاراً لما في التدوين والتصنيف والتأليف من براعة واثر بليغ لمن استفاد علماً نافعاً فسجله واثبته فخلده ، ومن قرأه فوعاه ، ومن هنا يجمل القول المأثور عن أئمة أهل البيت عليهمالسلام « قيدوا العلم بالكتابة » و « أحتفظوا بكتبكم فانكم سوف تحتاجون اليها ».
ولما كان للكتاب الاسلامي مزاياه وخصائصه التي امتاز بها ، بحيث كان عبر ايامه المشرقة مقياساً على رقي الأمة وبلوغها مدارج الكمال والسمو فقد تجسدت فيه الابعاد الحضارية للفكر الاسلامي ، وبانت على صفحات هذا الكتاب ملء السمع والقلب والبصر في اداء دور رسالة الحق بآفاقها الخصبة الممتدة بعمق الى حيث التاريخ العريق الأصيل الذي سجلته سيدة الحضارات الانسانية حين كان ولم يزل للحاضرة الاسلامية دور الزيادة والتاسيس في الاسهام بحضارة الانسان على الارض بواقع من الافق المعرفي الكبير تجاوزت حدوده المعارف والعلوم الشرعية التي اكدّت عليها الشريعة فابدعت اقلام الاعلام الافذاذ في تصوير قواعدها ورسم ملامحها حتى بلغت من المعارف العامة والآداب والفنون ما يحكي جمال الفكرة ، وبليغ الاسلوب ، وروعة التعبير ، والاتقان الفني.
وكما كان للحرف منذ نشوئه مداه وذاتيته عبر مراحل التطور والنشوء المعرفي فقد كان لفضل الاسلام ما اضفى عليه رونقه وفاعليته ودفع في