علمائنا الابرار من السلف الصالح السابق واللاحق ممن حمل مشعل الهداية ليضيء دروب العلم والمعرفة ، ائمة حق ، ودعاة فضيلة ، وأرباب كمالات.
وفي زمن الصحوة نحو الاسلام ومبادئه الراسخة ، لا بُدّ وان يكون للمسيرة الفكرية اسمى صورها ، واجلى معانيها في انتشار دور الكتب ، والنشر ، ومؤسسات التاليف والترجمة والتحقيق حيث تشكل هذه الظاهرة المباركة دلالة واضحة على وعي الامة لرسالتها ، وادراكها لمهمتها الاساسية في توظيف الكلمة الهادفة لخدمة الحركة النهضوية ، وارساء معالم الاصلاح والتوجيه ، ولهذا فان أية ولادة جديدة في هذا المسعى الخيّر تعني اضافة نوعية ، وخطوة ايجابية في عمق المجال الاسلامي الكبير ، وتأصيل مفاهيمه.
ومن هذا المنطلق فقد انعقدت النية ، وجدّ العزم على انشاء ( مؤسسة الامام علي عليهالسلام ) بهمة ومساعي حجة الاسلام والمسلمين العلّامة المفضال السيد جواد الشهرستاني دام مجده ، الذي كانت له الايادي البيضاء في ارساء قواعد هذه المؤسسة ، واعدادها وابرازها الى حيِّز الوجود لتستلم مهمة جليلة في التحقيق والترجمة للكتب الاسلامية التي لها اثرها الكبير في معرفة اصول العقائد والمعارف الدينية وما افاضت به مدرسة اهل البيت عليهمالسلام من رؤى ، وافكار ، وآفاق علمية ، وهي اذ تبادر باصدار كتاب (أصل الشيعة واُصولها) من تأليف الامام الراحل آية الله العظمى الشيخ محّمد الحسين آل كاشف الغطاء النجفي بطبعة متميزة (للمرة الاولى) بالتحقيق والتعليق من رشحات الاستاذ المحقق البارع علاء آل جعفر فإنما تعبّر عن بهجتها باهمية صدور هذا الاثر النفيس بهذه الحلَّة القشيبة ـ ولاول مرة ـ بعد ان احتل هذا الكتاب محل الصدارة في التعبير عن أصل الشيعة واُصولها ، وبعد ان كان له شوط فاعل ومؤثر في مستوى الدراسات والبحوث