قبل وجودها ، فيعلم ما لم يوجد من الاشياء لو وجد ، فعلى أي كيفية يكون وجوده في عالم الأعيان.
* * *
وهو القدير فكل شيء فهو مق |
|
دور له طوعا بلا عصيان |
وعموم قدرته تدل بأنه |
|
هو خالق الأفعال للحيوان |
هي خلقه حقا وأفعال لهم |
|
حقا ولا يتناقض الأمران |
لكن أهل الجبر والتكذيب با |
|
لاقدار ما انفتحت لهم عينان |
نظروا بعيني أعور اذ فاتهم |
|
نظر البصير وغارت العينان |
فحقيقة القدر الذي حار الورى |
|
في شأنه هو قدرة الرحمن |
واستحسن بن عقيل ذا من أحمد |
|
لما حكاه عن الرضا الرباني |
قال الإمام شفا القلوب بلفظه |
|
ذات اختصار وهي ذات بيان |
الشرح : ويعتقد أهل السنة والجماعة أن الله قدير بقدرة ، وأن قدرته عامة تتعلق بجميع الممكنات إيجادا واعداما ، فلا يخرج شيء منها عن نطاق قدرته ، ومهما أراد شيئا فإنما يقول له كن فيكون ، دون معاندة أو اباء ، وعموم قدرته سبحانه لكل شيء من الأعيان والصفات والأفعال يرد على القدرية في قولهم ان الحيوان يخلق أفعال نفسه وأنها ليست مخلوقة لله.
والحق الذي عليه أهل السنة أن أفعال الحيوانات تنسب إلى الله عزوجل على أنه خالقها وموجدها كما قال تعالى : (وَاللهُ خَلَقَكُمْ وَما تَعْمَلُونَ) [الصافات : ٩٦] وتنسب إليها على أنها أفعال لها صادرة عن قدرها وارادتها الحادثة ، ولا تنافي بين الأمرين ، فإن معنى كونها مخلوقة لله أن الله خلق جميع الأسباب التي وجدت بها مثل القدر والارادات والحواس والآلات والمواد الخارجية التي تقع عليها الأفعال.
ومعنى كونها أفعالا للعباد أنهم هم الذين باشروها بقدرهم واراداتهم مباشرة تجوز اتصافهم بها على الحقيقة فيقال : صلى وصام وزنى وسرق.