بالوجود العيني الخارجي ، وإما بالوجود الذهني ، ولا تختلف الحقيقة والذات في هذا الوجود عنها في ذاك إلا بالاعتبار ، فإن كانت الذات الثابتة للحروف مقتضية للترتيب والتعاقب بالنسبة لأحد الوجودين ، وهو الوجود الخارجي ، فهي كذلك بالنسبة للوجود الآخر ، وإن أراد بقوله ان الذات والوجود غيران ، ان الذات من حيث هي مجردة عن الاتصاف بأحد الوجودين غير الوجود ، هذه الذات غير معقولة ، فإن ما ليس بموجود هو معدوم.
نعم يمكن القول بأن الوجود الخارجي للحقيقة غير وجودها في الذهن ، فتكون الحقيقة مغايرها لنفسها بالاعتبار. وكذلك يمكن العكس ، فيقال الوجود للتي بحسب الذهن مغاير للوجود بحسب الخارج ، ولكن هذا لا يعني أن الذات يمكن أن تنفصل عن الوجود أو أن تقتضي من حيث هي أمرا ، ولا يكون لازما لها عند الوجود ، أما إذا أخذت الحقيقة مجردة عن الاعتبارات المترتبة على اختلاف الوجود ، فهي شيء واحد حينئذ لا شيئان. وبهذا التفسير يزول الأشكال الذي أورده المتكلمون كالرازي وغيره ، وهو : هل وجود الباري غير ذاته وحقيقته أم لا. والجواب أن الذات إذا أخذت من حيث هي فلا شك أن الوجود وصف لها فهو غيرها بهذا المعنى ، وأما الذات الموجودة بوجودها ، فلا يقال ان الوجود غيرها ، ولكن يمكن أن يقال أن هناك فرقا بين وجودها الذهني ووجودها الخارجي بالاعتبار.
* * *
فصل
في مذاهب القائلين بأنه متعلق بالمشيئة والإرادة
والقائلون بأنه بمشيئة |
|
إرادة أيضا فهم صنفان |
إحداهما جعلته خارج ذاته |
|
كمشيئة للخلق والأكوان |
قالوا وصار كلامه بإضافة ال |
|
تشريف مثل البيت ذي الأركان |