تعطيل الباري عن قوله وفعله شر ، وأدخل في الباطل من القول بحلول الحوادث في ذاته ، والحق أن مقالة ابن كرام وان كانت منحرفة عن جادة الصواب حيث حكم بخلوه تعالى في الأزل من الكلام والفعل وهما من صفات كماله إلا أن خطأه أهون من خطأ الأشعرية ، ولهذا لم يستطيعوا أن يردوا عليه ببرهان جلي ، فإن ما قاله أقرب إلى العقل والنقل مما قالوه.
أما من جهة العقل فلأنه لا يعقل متكلما ولا فاعلا إلا من قام به الفعل والكلام وأما من جهة النقل فالنصوص كلها دلت على أن الله متكلم بمشيئته وقدرته ، وأن كلامه ليس إلا حروفا وأصواتا مسموعة.
قوله جعجعوا : أحدثوا ضجة شديدة ، وقوله : وأتوا بتشنيع من شنع عليه إذا نسبه إلى الشناعة وهي القبح. وقوله لفعاله ومقاله متعلق بتعطيلان في البيت قبله وتعطيلان مبتدأ خبره شر وأنى بمعنى كيف والاستفهام استبعاد والجعاجع الفراقع والقعاقع اسماء أصوات.
* * *
فصل
في ذكر مذهب أهل الحديث
والآخرون أولوا الحديث كأحمد |
|
ومحمد وأئمة الإيمان |
قالوا بأن الله حقا لم يزل |
|
متكلما بمشيئة وبيان |
ان الكلام هو الكمال فكيف يخ |
|
لو عنه في أزل بلا إمكان |
ويصير فيما لم يزل متكلما |
|
ما ذا اقتضاه له من الإمكان |
وتعاقب الكلمات أمر ثابت |
|
للذات مثل تعاقب الأزمان |
والله رب العرش قال حقيقة |
|
حم مع طه بغير قران |
بل أحرف مترتبات مثل ما |
|
قد رتبت في مسمع الانسان |
وقتان في وقت محال هكذا |
|
حرفان أيضا يوجدا في آن |