رَبِّ الْعالَمِينَ) [السجدة : ١ ، ٢] ونراه في الحواميم وفي سورة يس ، قال تعالى : (يس* وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ) [يس : ١ ، ٢] وقال (حم* تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) [غافر : ١ ، ٢] و (حم* تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) [فصلت : ١ ، ٢] الخ.
* * *
فصل
في الزامهم القول بنفي الرسالة اذا انتفت صفة الكلام
والله عزوجل موص آمر |
|
ناه منب مرسل لبيان |
ومخاطب ومحاسب ومنبئ |
|
ومحدث ومخبر بالشان |
ومكلم متكلم بل قائل |
|
ومحذر ومبشر بأمان |
هاد يقول الحق يرشد خلقه |
|
بكلامه للحق والإيمان |
فإذا انتفت صفة الكلام فكل |
|
هذا منتف متحقق البطلان |
الشرح : يريد أن الله عزوجل موصوف بصفات هي من لوازم اتصافه بصفة الكلام ، بحيث لا يمكن وصفه بها إذا لم يكن متكلما ، فهو سبحانه موص ، وهو اسم فاعل من أوصى ، والايصاء الأمر المؤكد ، وهو آمر من الأمر الذي هو طلب الفعل ، وهو ناه من النهي الذي هو طلب الكف ، وهو منب اسم فاعل من أنبأه بمعنى أخبره ، وهو مرسل الرسل عليهم الصلاة والسلام لبيان شرائعه وارشاد عباده ، وهو مخاطب يخاطب أنبياءه ورسله ، ويخاطب أتباعهم من المؤمنين ويخاطب الكفار والمشركين ، ويخاطب جبريل أمين وحيه ، ويخاطب الملائكة المكرمين ، وهو محاسب يحاسب خلقه يوم القيامة ويسألهم عما فعلوه ويناقشهم فيه وهو منبئ اسم فاعل من أنبأه بالأمر ، بمعنى أخبره ، وهو محدث ومخبر ومكلم ، ومتكلم ، وقائل ومحذر المخالفين من العقاب ومبشر للطائعين بالثواب ، وهو هاد يهدي خلقه ويرشدهم بكلامه إلى ما يحبه منهم من الحق والإيمان. فهذه الصفات