بالخرس الذي هو نقصان فنقول لهم أن جوابكم هذا كان ضغثا على ابالة ، وزاد مذهبكم شناعة ، فإنكم لم تكتفوا بأن سلبتموه صفة الكلام حتى سلبتم عنه قبوله للصفة ، وأنه ليس أهلا للاتصاف بها ، وأي نقصان أعظم من هذا وقد سويتموه بالجمادات التي ليس من شأنها الكلام ، وأيهما أكمل في رأيكم هذا؟ الجماد الذي ليس قابلا للكلام أم الأخرس من الانسان ، لا شك أن الأخير أكمل ببديهة العقل ، ولكنكم جحدتم أوصاف الكمال ومنها الكلام ، فرارا من تشبيه الله بالانسان ، فوقعتم في شر مما فررتم منه حيث شبهتموه بالجمادات الناقصة التي ليس من شأنها أن تسمع وتبصر وتعلم وتقدر وتريد وتتكلم. وهذا من أعظم الخذلان الذي رماكم الله به حتى كشف عوراتكم وفضح سرائركم ، حتى أصبحت مذاهبكم مضحكة للصبيان ، لما فيها من التخليط والهذيان والكذب والبهتان.
* * *
فصل
في إلزامهم بالقول بأن كلام الخلق ،
حقه وباطله ، عن كلام الله سبحانه
أو ليس قد قام الدليل بأن أفع |
|
ال العباد خليفة الرحمن |
من ألف وجه أو قريب الألف يحصي |
|
ها الذي يعني بهذا الشأن |
فيكون كل كلام هذا الخلق |
|
عين كلامه سبحان ذي السلطان |
اذ كان منسوبا إليه كلامه |
|
خلقا كبيت الله ذي الأركان |
هذا ولازم قولكم قد قاله |
|
ذو الاتحاد مصرحا ببيان |
حذر التناقض اذ تناقضتم ولك |
|
ن طرده في غاية الكفران |
فلئن زعمتم أن تخصيص القرا |
|
ن كبيته وكلاهما خلقان |
فيقال ذا التخصيص لا ينفي العمو |
|
م كرب ذي الأكوان |
ويقال رب العرش أيضا هكذا |
|
تخصيصه لإضافة القرآن |