وَالْأَمْرُ) [الأعراف : ٥٤] فيكون سبحانه قد جمع بين نوعي الخلق الفعلي والوصفي ، وبين نوعي الأمر كذلك في أبلغ عبارة وأوجز بيان ، فما أجدر طالب الهدى أن يتدبر كتاب الله عزوجل فان العلم كله في تدبر القرآن؟
* * *
فصل
في التفريق بين ما يضاف إلى الرب تعالى
من الاوصاف والأعيان
والله أخبر في الكتاب بأنه |
|
منه ومجرور ، (من) نوعان |
عين ووصف قائم بالعين فا |
|
لاعيان خلق الخالق الرحمن |
والوصف بالمجرور قام لأنه |
|
أولى به في عرف كل لسان |
ونظير ذا أيضا سواء ما يضا |
|
ف إليه من صفة ومن أعيان |
فإضافة الأوصاف ثابتة لمن |
|
قامت به كارادة الرحمن |
واضافة الاعيان ثابتة له |
|
ملكا وخلقا ما هما سيان |
فانظر إلى بيت الإله وعلمه |
|
لما أضيفا كيف يفترقان |
وكلامه كحياته وكعلمه |
|
في ذي الاضافة اذ هما وصفان |
لكن ناقته وبيت إلهنا |
|
فكعبده أيضا هما ذاتان |
فانظر الى الجهمي لما فاته ال |
|
حق المبين وواضح البرهان |
كان الجميع لديه بابا واحدا |
|
والصبح لاح لمن له عينان |
الشرح : يريد المؤلف في هذا الفصل أن يفرق بين ما كان من الأعيان مخبرا عنه أنه من الله وبين ما كان من الأوصاف كذلك ، وان يفرق أيضا بين ما كان من الأعيان مضافا الى الله وبين ما كان من الأوصاف كذلك ، فيقول أن الله قد أخبر في القرآن بأن القرآن منه كما في قوله تعالى : (قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِ) [النحل : ١٠٢]. وقوله : (تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)