وتصلح أن يراد منها نفس الملفوظ به وهو القرآن ، فهذان المعنيان محتملان فلذلك أنكر أحمد رضي الله عنه الاطلاق في الاثبات والنفي قبل التفصيل والبيان الذي يحصل به التمييز بين المعنيين ومعرفة المراد منهما.
* * *
فصل
في كلام الفلاسفة والقرامطة
في كلام الرب جل جلاله
وأتى ابن سينا القرمطي مصانعا |
|
للمسلمين بافك ذي بهتان |
فرآه فيضا فاض من عقل هو ال |
|
فعال علة هذه الأكوان |
حتى تلقاه زكي فاضل |
|
حسن التخيل جيد التبيان |
فأتى به للعالمين خطابة |
|
ومواعظا عريت عن البرهان |
ما صرحت أخباره بالحق بل |
|
رمزت إليه اشارة لمعان |
الشرح : بعد أن بين المؤلف آراء طوائف المتكلمين من معتزلة وجهمية وكلابية وأشعرية وكرامية واقترانية في كلام الله عزوجل ، وعقب عليها ببيان مذهب السلف القويم أراد تتميما للفائدة ، واستيعابا للآراء أن يبين مذهب الفلاسفة في هذه المسألة ، والفلاسفة جمع فيلسوف وهي كلمة يونانية مركبة من كلمتين ، فيلو : معناها محب ، وسوفي ، ومعناها العلم أو الحكمة ، فيكون معنى الفيلسوف محب الحكمة ، ومعنى الفلسفة محبة الحكمة.
وقد اشتهر بالفلسفة قديما في أثينا من بلاد اليونان أفلاطون وأرسطو واشتهر بها في الاسلام الفارابي وابن سينا ، وقد ترجمت كتب الفلسفة الى العربية في عهد المأمون الخليفة العباسي ومن بعده ، وقد اختلف في تحديد معنى الفلسفة وأشهر الأقوال أنها البحث عن العلل والمبادي الأولى للموجودات وإدراك الحقائق الثابتة للأشياء بقدر الطاقة البشرية. ولم يضع فلاسفة المسلمين فلسفة جديدة ،