وانكشف لهم أمرهم لرجموهم بالحجارة الصلبة التي تدمي وجوههم وتمزق جلودهم جزاء كفرهم وشرهم ، فإذا أردت أن تعرفهم وتكشف حقيقتهم فلا تبادههم بالانكار ، ولكن تلطف معهم وأظهر لهم الطاعة والخضوع ، فترى عند ذلك أنهار من الكفر العظيم يفجرونها ، ولو لا خوفهم من السيوف لنشروها وأذاعوها بين الناس.
* * *
فصل
في مقالات طوائف الاتحادية في كلام الرب جل جلاله
وأتت طوائف الاتحاد بملة |
|
طمت على ما قال كل لسان |
قالوا كلام الله كل كلام هذا ال |
|
خلق من جن ومن انسان |
نظما ونثرا زوره وصحيحه |
|
صدقا وكذبا واضح البطلان |
فالسب والشتم القبيح وقذفهم |
|
للمحصنات وكل نوع اغان |
والنوح والتعزيم والسحر المب |
|
ين وسائر البهتان والهذيان |
هو عين قول الله جل جلاله |
|
وكلامه حقا بلا نكران |
هذا الذي أدى إليه أصلهم |
|
وعليه قام مكسح البنيان |
الشرح : سبق الكلام على مذاهب الاتحادية الذين زعموا أن الوجود واحد وأنه ليس ثم وجودان متغايران ، وجود واجب ووجود ممكن ، وذكرنا أنهم اختلفوا في هذه الموجودات المتكاثرة ، هل هي أجزاء لذلك الوجود الواحد فتكون نسبتها إليه كنسبة أعضاء الجسم الى الجسم ، أو كنسبة قوي النفس المختلفة إليها ، أو هي أنواع لذلك الوجود وهو كالجنس لها ، أو أن تلك الكثرة وهم وخداع من الحس لا حقيقة لها؟ ومهما كان اختلافهم فإن الأصل الذي اتفقوا عليه أن العوالم كلها هي مظاهر وتجليات للرب جل شأنه ، وأن وجودها عين وجوده ، فلزمهم على هذا الأصل الأعرج الفاسد أن يكون كل كلام في الوجود هو كلامه سبحانه كما قال شاعرهم.