قد قال ان الله حقا لم يزل |
|
متكلما أن شاء ذو إحسان |
جعل الكلام صفات فعل قائم |
|
بالذات لم يفقد من الرحمن |
وكذاك نص على دوام الفعل |
|
بالاحسان أيضا في مكان ثان |
وكذا ابن عباس فراجع قوله |
|
لما أجاب مسائل القرآن |
وكذاك جعفر الامام الصادق ال |
|
مقبول عند الخلق ذو العرفان |
قد قال لم يزل المهيمن محسنا |
|
برا جوادا عند كل أوان |
الشرح : وأما الفرقة الثانية من القائلين بأن فعله تعالى حادث وقائم بذاته ، فهم أصحاب الحديث كالإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه ، هؤلاء ذهبوا الى ما دلت عليه النصوص الصريحة وحكم به العقل السليم من أن الله لم يزل متصفا بصفات كماله كلها سواء ما كان فيها لازما لذاته او ما كان متعلقا بمشيئته وقدرته ، ليس لما يحدث في ذاته عندهم ابتداء ، بل يقولون لم يزل الله متكلما اذا شاء بما شاء وكيف شاء ، وكذلك لم يزل فاعلا لما أراد ، فكل من فعله وكلامه صفة كمال له ، لا يجوز خلوه عنها في وقت من الأوقات ، لأن الخلو عن الكمال الممكن نقص مستحيل على الله ، ولا يلزم من دوام فعله وكلامه قدم شيء من المفعولات ، فإن الله لم يزل يفعل الأشياء ويحدثها شيئا بعد شيء ، وكذلك لم يزل متكلما بما شاء ، فكل من الكلام والفعل قديم النوع ، ولكن آحاده لم تزل تحدث في ذاته سبحانه بلا بداية ولا انقطاع ، وهذا مستلزم للتسلسل في الآثار ، وهو ليس بممتنع ، بل دل الشرع والعقل على ثبوته ، وانما الممتنع هو التسلسل في العلل والمؤثرين.
وقوله في البيت الثاني : ذو احسان خبر ثان لأن ، اي لم يزل محسنا كما لم يزل متكلما ، وقوله في البيت الرابع وكذاك نص الخ. يعني به أحمد رحمهالله أنه نص في مكان آخر من كتابه الذي رد به على الجهمية على دوام فعله سبحانه بدوام إحسانه كما نص على ذلك ابن عباس رضي الله عنهما فيما أجاب به على مسائل القرآن وكذلك جعفر الصادق من أئمة أهل البيت المشهود لهم بالورع والتقوى والمعرفة الحقة وقال لم يزل المهيمن محسنا برا جوادا في كل وقت وحال ، وهذا