فصفة القهر والعلو لا يمكن أن يتصف بها اثنان.
* * *
فصل
في اعتراضهم على القول بدوام فاعلية الرب تعالى
وكلامه والانفصال عنه
فلئن زعمتم أن ذاك تسلسل |
|
قلنا صدقتم وهو ذو امكان |
كتسلسل التأثير في مستقبل |
|
هل بين ذلك قط من فرقان |
والله ما افترقا لذي عقل ولا |
|
نقل ولا نظر ولا برهان |
في سلب امكان ولا في ضده |
|
هذي العقول ونحن ذو أذهان |
فليأت بالفرقان من هو فارق |
|
فرقا يبين لصالح الاذهان |
وكذاك سوى الجهم بينهما ك |
|
ذا العلاف في الإنكار والبطلان |
ولأجل ذا حكما بحكم باطل |
|
قطعا على الجنات والنيران |
فالجهم أفنى الذات والعلاف |
|
للحركات افنى قاله الثوران |
الشرح : هذا بيان لشبهة قد ترد من جانب المانعين لدوام فاعلية الرب وكلامه بأن ذلك يستلزم التسلسل في جانب الماضي بلا بداية ، فإنه ما دام نوع الفعل والكلام قديما يجب أن يكون كل حادث منهما مسبوقا بحادث لا ينتهي ذلك الى حادث يعتبر أول الحوادث.
والجواب عن الشبهة المذكورة أننا نلتزم لزوم التسلسل ، ولكن نمنع استحالته فإن هذا تسلسل في الحوادث والآثار وهو ممكن في جانب الماضي كما هو ممكن في جانب المستقبل بلا فارق أصلا ، فإذا كان الخصوم يسلمون بامكان تسلسل التأثير في المستقبل بمعنى أنه ما من حادث الا وبعده حادث لا ينتهي ذلك الى حادث يعتبر آخر الحوادث فيجب عليهم أن يسلموا كذلك بامكانه أيضا في جانب الماضي اذ لا يدل على الفرق بينهما شيء من عقل ولا نقل ولا يثبت ذلك