قواعد الإسلام ، ولسنا نعرف أحدا اختص هذا الدليل بالنقد المر اللاذع ، وابان عن تناقضه وفساده بأدلة العقل والنقل بمثل ما فعل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمهالله في كتابه (العقل والنقل) و (منهاج السنة) فقد أتى فيه بما يشفي ويقنع فجزاه الله عن الإيمان وأهله خير الجزاء
* * *
فصل
في الرد على الجهمية المعطلة القائلين بأنه ليس على العرش إله
يعبد ولا فوق السموات إله يصلى له ويسجد ، وبيان فساد قولهم
عقلا ونقلا ولغة وفطرة
والله كان وليس شيء غيره |
|
وبرأ البرية وهي ذو حدثان |
فسل المعطل هل براها خارجا |
|
عن ذاته أم فيه حلت ذان |
لا بد من إحداهما أو أنها |
|
هي عينه ما ثم موجودان |
ما ثم مخلوق وخالقه وما |
|
شيء مغاير هذه الأعيان |
لا بد من إحدى ثلا ما لها |
|
من رابع خلوا من الروغان |
ولذاك قال محقق القوم الذي |
|
رفع القواعد مدعي العرفان |
هو عين هذا الكون ليس بغيره |
|
أنى وليس مباين الأكوان |
كلا وليس مجانبا أيضا لها |
|
فهو الوجود بعينه وعيان |
الشرح : أعلم أن هذه الصفة وهي استواؤه تعالى على عرشه بمعنى علوه وارتفاعه على العرش بذاته على الكيفية التي يعلمها هو سبحانه من أظهر ما وقع فيه النزاع بين أهل السنة وبين خصومهم ، وكانت الشبهة التي سولت لهؤلاء المعطلة نفي الاستواء وغيره من الصفات التي وردت باثباتها النصوص الصريحة من الكتاب والسنة الصحيحة أن هذه الصفات من لوازم الأجسام الحادثة ، فلو اتصف الله بها على الحقيقة لكان جسما ، والله منزه عن الجسمية ولوازمها ، ولا