قبيل البراهين التي تفيد القطع ولا تحتمل النقيض بما زينه لكم الشيطان من أن هذه النصوص ألفاظ تحتمل الحقيقة والمجاز ، ويدخلها التعميم والتخصيص والاجمال والتفصيل والاطلاق والتقييد وغير ذلك مما ينافي العلم بالمراد ، ألا ساء ما تحكمون ، وبئس ما تظنون بكتاب ربكم وسنة نبيكم حيث عزلتموهما عن افادة العلم والهدى في الوقت الذي تزعمون فيه أن عقولكم المريضة التي نكبت عن صراط الله وحادت عن سبيله هي التي يوثق بأدلتها ، فهي في نظركم براهين مفيدة للعلم اليقيني وموصلة إلى النتائج القطعية إذا كانت مؤلفة تأليفا صحيحا على أساس المنطق اليوناني الذي وضعه أرسطو.
وكذلك نتج عن التواء فهمكم وانتكاس عقولكم جعلتم الايمان بعلو الله فوق خلقه وغير ذلك من صفاته كفرا ، وجعلتم هذا الهدى هو عين الضلال طغيانا منكم وتجاوزا عن الحد ، لأن عقولكم لم تطق حمل حقائق القرآن ، ولا أراد الله لها أن تزكو بآياته وتحسن الفهم لمقاصده وغاياته ، فارتكست في غيها وضلالها ، واستجابت مسرعة لمن دعاها إلى النفي والتعطيل ، هاربة من الإيمان بمقتضى التنزيل ، ولو علمت بحال من دعاها وحال ما دعاها إليه لقعدت قعود الجبان عن سلوك هذا السبيل المؤدي إلى أسوأ عاقبة وشر مقيل.
* * *
فصل
في شبه المحرفين للنصوص باليهود وارثهم التحريف منهم
وبراءة أهل الاثبات مما رموهم به من هذا الشبه
هذا وثم بلية مستورة |
|
فيهم سأبديها لكم ببيان |
ورث المحرف من يهود وهم أولو |
|
التحريف والتبديل والكتمان |
فأراد ميراث الثلاثة منهم |
|
فعصت عليه غاية العصيان |
اذ كان لفظ النص محفوظا |
|
فما التبديل والكتمان في الامكان |