لا بالنصوص نقول نحن وأنتم |
|
أيضا كذاك فنحن مصطلحان |
الشرح : إن النصوص من الكتاب والسنة لا تكفي في إفادة اليقين الذي لا بد منه في باب الاعتقاد ، لأن دلالتها لفظية لا تفيد إلا الظن بسبب احتمالها للحقيقة والمجاز ، ولهذا رأينا نحن وأنتم أن نجعل العقل أصلا نحتكم إليه في هذا الباب ، وجعلنا أحكامه قطعية لا تقبل النقض ، وبهذا وقع الصلح بيننا وبينكم. فلما ذا تهيجون بيننا وبينكم نار العداوة والخصام وما بيننا إلا الوفاق والوئام؟
* * *
فذروا عداوتنا فإن وراءنا |
|
ذاك العدو الثقل ذي الأضغان |
فهم عدوكم وهم أعداؤنا |
|
فجميعنا في حربهم سيان |
تلك المجسمة الألى قالوا بأن |
|
الله فوق جميع ذي الأكوان |
والية يصعد قولنا وفعالنا |
|
وإليه ترقى روح ذي الإيمان |
وإليه قد عرج الرسول حقيقة |
|
وكذا ابن مريم مصعد الأبدان |
وكذاك قالوا أنه بالذات فو |
|
ق العرش قدرته بكل مكان |
وكذاك ينزل كل آخر ليلة |
|
نحو السماء فها هنا جهتان |
للابتداء والانتهاء وذان للأ |
|
جسام اين الله من هذان |
وكذاك قالوا أنه متكلم |
|
قام الكلام به فيا أخوان |
أيكون ذاك بغير حرف أم بلا |
|
صوت فهذا ليس في الإمكان |
الشرح : وإذا كان الأمر كذلك من الاتفاق بيننا وبينكم على خطة سواء تقوم على عزل النصوص والاستمساك بحجج العقل ، فيجب أن لا يكون بيننا عداوة أصلا ، وأن نكون البا واحدا في حرب هذا العدو المشترك الذي يحمل لنا كل ضغينة ويجاهرنا بالعداوة وهم هؤلاء الذين اصطلحنا نحن وأنتم على تسميتهم بالمجسمة لأنهم يثبتون الجهة لله فيقولون: إنه بذاته فوق خلقه استمساكا بظاهر قوله : (الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى) [طه : ٥] وأن إليه تصعد الملائكة بأقوال العباد وأفعالهم كما قال سبحانه : (إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ