العرفان معناه أن تقصيرهم في فهم النصوص ومعرفة المراد بها كان هو سبب فتنتهم وضلالهم.
* * *
فصل
في بيان كذبهم ورميهم أهل الحق بأنهم أشباه الخوارج
وبيان شبههم المحقق بالخوارج
ومن العجائب أنهم قالوا لمن |
|
قد دان بالآثار والقرآن |
أنتم بذا مثل الخوارج أنهم |
|
أخذوا الظواهر ما اهتدوا لمعان |
فانظر إلى ذا البهت هذا وصفهم |
|
نسبوا إليه شيعة الإيمان |
سلوا على سنن الرسول وحزبه |
|
سيفين سيف يد وسيف لسان |
خرجوا عليهم مثل ما خرج الألى |
|
من قبلهم بالبغي والعدوان |
والله ما كان الخوارج هكذا |
|
وهم البغاة أئمة الطغيان |
كفرتم أصحاب سنته وهم |
|
فساق ملته فمن يلحاني |
إن قلت هم خير وأهدى منكم |
|
والله ما الفئتان مستويان |
شتان بين مكفر بالسنة العليا وبين مكفر العصيان الشرح : والعجيب من أمر هؤلاء المنحرفين عن طريق الكتاب والسنة أنهم يعيبون على من قد دان بهما ووقف عند نصوصهما من غير تحريف لها ولا تأويل متكلف لشيء منها ، ويشبهونه في ذلك بالخوارج الذين كانوا يأخذون بظواهر النصوص من غير فهم لمعانيها. وهذا بهت منهم لأهل السنة والحديث ، حيث رموهم بما هم منه براء (١) بل هم في الحقيقة أولى بهذا الوصف الذي نسبوهم إليه
__________________
(١) إن موقف السلف من النصوص وموقف الخوارج منها جد مختلفين ، فإن الخوارج كما ذكرنا يتشبثون ببعض المتشابه من غير فهم له ولا رجوع إلى المحكم الذي يفسره ، ويضربون كتاب الله بعضه ببعض ولا يقيمون للسنة وزنا وهي التي جعلها الله بيانا للكتاب.