منه ولو اجتمعت على حربه الثقلان من أنس ومن جان ، ثم هو بعد ذلك يعرض عليهم أن يتوبوا إلى الله ويرجعوا إليه من إثم تعطيلهم وجرم إنكارهم ، فإن الله يقبل توبة من تاب نادما على ما فعل ، فمن تاب منكم فإن مآله إلى جنة عرضها السموات والأرض ، ومن مات منكم على تجهمه وتعطيله فإن مأواه جهنم وبئس المصير.
* * *
فصل في بيان اقتضاء التجهم والجبر والإرجاء
للخروج عن جميع ديانات الأنبياء
واسمع وعه سرا عجيبا كان |
|
مكتوما من الأقوام منذ زمان |
فأذعته بعد اللتيا والتي |
|
نصحا وخوف معرة الكتمان |
جيم وجيم ثم جيم معهما |
|
مقرونة مع أحرف بوزان |
فيها لدى الأقوام طلسم متى |
|
تحلله تحلل ذروة العرفان |
فإذا رأيت الثور فيه تقارن |
|
الجيمات بالتثليث شر قران |
دلت على أن النحوس جميعها |
|
سهم الذي قد فاز بالخذلان |
جبر وارجاء وجيم تجهم |
|
فتأمل المجموع في الميزان |
فاحكم بطالعها لمن حصلت له |
|
بخلاصة من ربقة الإيمان |
الشرح : هذه الأبيات تدل على تمكن المؤلف رحمهالله من علم الفلك والهيئة وحساب الجمل ، وأنا لست ممن يحذقون هذه الفنون ، فلا أحسن أن أعبر عما يريده بهذه الأبيات إلا على سبيل الإجمال ، فهو يطلب منا أن نسمع ونعي هذا السر العجيب الذي كتمه في صدره مدة طويلة ، ثم أذاعه بعد اللتيا والتي ، أي بعد ما سفرت العداوة بينه وبين خصومه ، واستعرت المعركة ، فأيداه على جهة النصح لهم ، وخروجا من عهدة الكتمان ومعرته ، وهذا السر هو أن هناك ثلاث جيمات في ثلاث كلمات ، هي الجبر والإرجاء والتجهم ، فكل جيم منها مقرونة مع