من هؤلاء ومن يقال لهم فقد |
|
جاءوا بأمر مالئ الآذان |
ولهم علينا صولة ما صالها |
|
ذو باطل بل صاحب البرهان |
أو ما سمعتم قولهم وكلامهم |
|
مثل الصواعق ليس ذا لجبان |
جاءوكم من فوقكم وأتيتم |
|
من تحتهم ما أنتم سيان |
جاءوكم بالوحي لكن جئتم |
|
بنحاتة الأفكار والأذهان |
الشرح : لما سمع هذا السائل الذي خرج يرتاد لقومه عقيدة يدينون بها كلام أهل السنة والجماعة في إثبات صفة العلو لله عزوجل ، وأنه فوق العرش بذاته ، أعجب أيما اعجاب بقوة كلامهم ووضوحه ، وامتلأت به نفسه ، فذهب يسأل عنهم رفقاءه وأهل هواه من أصحاب جهم ، وحزب ذلك القائد المغولي الجبار ، المسمى بجنكيزخان ، والمراد بهم نصير الدين الطوسي وأمثاله من أذناب المتفلسفة ، فقال لهم من هؤلاء وبما ذا يسمون ، فإنهم قد جاءوا بأمر عجيب يملأ الآذان والقلوب روعة وجلالا ولهم علينا صولة لا يمكن أن يصولها ذو باطل بل لا تكون إلا لصاحب الحجة والبرهان ، فهذه أقوالهم وحججهم يرسلونها علينا مثل الصواعق المحرقة في غير جبن ولا خور ، وشتان بين كلامنا وكلامهم ، فانهم يجيئوننا من فوقنا بالوحي المبين والنصوص الصريحة من الكتاب والسنة ، ونحن نجيئهم من تحتهم بنفاية الأفكار وكناسة الأذهان ، ومن ذا الذي يسوي بين مستمسك بالوحي المعصوم وبين خابط في دياجير الجهالة ومتاهات الظنون.
* * *
قالوا مشبهة مجسمة فلا |
|
تسمع مقال مجسم حيوان |
والعنهم لعنا كبيرا واغزهم |
|
بعساكر التعطيل غير جبان |
واحكم بسفك دمائهم وبحبسهم |
|
أو لا فشردهم عن الأوطان |
حذر صحابك منهم فهم أضل |
|
من اليهود وعابدي الصلبان |
واحذر تجادلهم بقال الله أو |
|
قال الرسول فتنثني بهوان |
أني وهم أولى به قد أنفذوا |
|
فيه قوى الأذهان والأبدان |