فإذا ابتليت بهم فغالطهم على التأ |
|
ويل للأخبار والقرآن |
وكذاك غالطهم على التكذيب لل |
|
آحاد ذان لصحبنا أصلان |
الشرح : سأل هذا السائل رفقاءه وأهل محبته عن رأيهم في أهل السنة والجماعة وبما ذا يسمونهم ، فقالوا ـ قبحهم الله ـ انهم مشبهة يشبهون الله عزوجل بخلقه ، حيث يثبتون له من الصفات ما هو موجود في المخلوقات ، وهم كذلك مجسمة يقولون ان الله فوق العرش بذاته ، فيثبتون له المكان والحيز الذي هو من خصائص الأجسام ، وقالوا له إياك أن تسمع لقولهم أو تصيخ لآرائهم ، بل يجب أن تمقتهم وأن تقابل جيوشهم من النصوص بعساكر التعطيل غير هياب ولا وجل ، وعليك أن تتبع معهم احدى ثلاث خصال ، فأما أن تسفك دماءهم كما تسفك دماء الكفرة والمشركين ، أو تحبسهم حتى يرجعوا عن قولهم ويفيئوا إلى حكم العقل ، وإلا فانفهم عن الأوطان واسترح من شرهم ، وحذر أصحابك من اتباعهم ، فإنهم أضل من اليهود والنصارى.
ثم إياك إياك أن تجادلهم بما هم أعلم به منك وأمهر فيه وهو قال الله ، وقال الرسول فترجع مغلوبا مقهورا ، وكيف تجادلهم بالوحي الذي هم أحق به وقد أفنوا فيه عصارة أذهانهم وقوى أبدانهم ، بل إذا ابتليت بشيء من ذلك فلا مخلص لك إلا اللجوء إلى المغالطة ، فإن كان النص متواترا لا يمكن رده فغالطه على التأويل له وقل لهم انه مصروف عن ظاهره إلى معنى آخر ، فإن سألوك عن القرينة التي أوجبت ذلك الصرف فقل لهم حكم العقل باستحالة ذلك المعنى على الله. وأما ان كان الخبر آحادا فما عليك إلا أن تكذب به وتنكر ثبوته أو تدعي أنه لا يفيد إلا الظن فلا يقبل في باب الاعتقاد.
هذان هما الأصلان اللذان بنى عليهما المعطلة دفعهم للنصوص التي يرون فيها مصادمة لقضايا عقولهم الفاسدة وأوهامهم الكاذبة.
* * *
أوصى بها أشياخنا أشياخهم |
|
فاحفظهما بيديك والأسنان |