والثاني : محكم القرآن وهي آياته البينات الواضحة الدلالة على معانيها بلا احتمال ولا اشتباه.
والثالث : فطرة الله التي فطر الناس عليها من الإقرار بوجوده ووحدانيته واتصافه بجميع الكمالات.
والرابع : العقل الصريح الخالي من شوائب الجهل والتقليد والتعصب والجمود.
هذه المصادر الأربعة من الوحي الصريح بنوعيه والفطرة والمعقول قد توافقوا وتواطئوا على الشهادة بأن الله جل شأنه متفرد بربوبيته ، فهو الملك الذي لا شريك له في ملكه ، وهو ذو السلطان القاهر فوق خلقه ، وهو كذلك متوحد في إلهيته ، فهو الاله الحق الذي لا ينبغي أن يعبد إلا وجهه الأعلى ذو الجلال والإكرام ، وكل معبود سواه فهو باطل في السماء أو في الأرض ، من العرش الأعلى ، إلى الحضيض الأسفل.
* * *
وعبادة الرحمن غاية حبه |
|
مع ذل عابده هما قطبان |
وعليهما فلك العبادة دائر |
|
ما دار حتى قامت القطبان |
ومداره بالأمر أمر رسوله |
|
لا بالهوى والنفس والشيطان |
فقيام دين الله بالاخلاص والإ |
|
حسان انهما له أصلان |
لم ينج من غضب الإله وناره |
|
إلا الذي قامت به الأصلان |
والناس بعد فمشرك بالهه |
|
أو ذو ابتداع أو له الوصفان |
والله لا يرضى بكثرة فعلنا |
|
لكن بأحسنه مع الايمان |
فالعارفون مرادهم إحسانه |
|
والجاهلون عموا عن الإحسان |
الشرح : بعد أن بين أن العبادة لا تنبغي إلا لله وأنها خالص حقه على عباده كما جاء في حديث معاذ «حق الله على عباده أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا»