وتعالى في ثلث الليل الآخر أو في نصف الليل الثاني ، قالوا إن النزول من خصائص الأجسام ، فيمتنع أن يتصف به ما ليس بجسم ، وهو الله تعالى.
وكذلك إذا قيل لهم إن المؤمنين سيرون ربهم يوم القيامة عيانا بأبصارهم كما نطقت بذلك الآيات والأحاديث ، قالوا : إن الذي يصح رؤيته إنما هو الجسم ، لأنه هو الذي يكون في جهة من الرائي ، ويمكن اتصال شعاع منه إليه ، أما ما ليس بجسم ولا هو في جهة فلا تمكن رؤيته.
فتدبر كيف جعل هؤلاء من لفظ الجسم طاغوتا يهدمون به صروح الإيمان ويخالفون من أجله موجب السنة والقرآن.
* * *
ما إذا قلنا له وجه كما |
|
في النص أو قلنا كذاك يدان |
وكذاك إن قلنا كما في النص أ |
|
ن القلب بين أصابع الرحمن |
وكذاك إن قلنا الأصابع فوقها |
|
كل العوالم وهي ذو رجفان |
وكذاك إن قلنا يداه لأرضه |
|
وسمائه في الحشر قابضتان |
وكذاك إن قلنا سيكشف ساقه |
|
فيخر ذاك الجمع للأذقان |
وكذاك إن قلنا يجيء لفصله |
|
بين العباد بعدل ذي سلطان |
قامت قيامتكم كذاك قيامة الآ |
|
تي بهذا القول في الرحمن |
والله لو قلنا الذي قال الصحا |
|
بة والألى من بعدهم بلسان |
لرجمتمونا بالحجارة إن قدر |
|
تم بعد رجم الشتم والعدوان |
والله قد كفرتم من قال بع |
|
ض مقالهم يا أمة العدوان |
وجعلتم الجسم الذي قدرتم |
|
بطلانه طاغوت ذا البطلان |
الشرح : أما إذا أثبتنا له الوجه الذي أثبته هو لنفسه في قوله تعالى : (وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ) [الرحمن : ٢٧] وكما في قوله : (كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ) [القصص : ٨٨] أو أثبتنا له اليدين كما في قوله تعالى : (ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَ) [ص : ٧٥] أو أثبتنا له الأصابع كما ورد في الحديث