أن روحه لم تكن في بدنه ، فلم يكن حينئذ حيا ، ويدل أيضا على أن رد الروح إليه إنما هو بقدر ما يرد السلام فقط على من يسلم عليه ، على أن ذلك ليس مختصا به صلّى الله عليه ، بل ورد في مسند أحمد وغيره أنه ما من رجل يزور قبر رجل كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا رد الله عليه روحه حتى يرد عليهالسلام ، وإذا انتفى اختصاصه عليهالسلام بذلك ، وكان ثابتا في حق غيره ممن هو مقطوع بموته لم يصلح حينئذ أن يكون دليلا على حياته.
وأما الحديث الذي ذكر فيه حياة الأنبياء في قبورهم ولفظه «ما من نبي يموت فيقيم في قبره إلا أربعين صباحا حتى ترد إليه روحه» فقد رواه ابن حبان عن أنس مرفوعا وقال عنه أنه باطل ، كما ذكره أبو الفرج ابن الجوزي في الموضوعات وقد أخرجه أيضا الطبراني وأبو نعيم في الحلية ، ورواه البيهقي في كتاب حياة الأنبياء ، وروى له عدة شواهد ، ولم يصح من ذلك كله شيء ، ومن نظر إلى إسنادها ، وكان ذا علم بأحوال الأسانيد والرجال عرف حال هذه الأحاديث.
* * *
هذا ونحن نقول هم أحياء ل |
|
كن عندنا كحياة ذي الأبدان |
والترب تحتهم وفوق رءوسهم |
|
وعن الشمائل ثم عن أيمان |
مثل الذي قد قلتموه معاذنا |
|
بالله من أفك ومن بهتان |
بل عند ربهم تعالى مثل ما |
|
قد قال في الشهداء في القرآن |
لكن حياتهم أجل وحالهم |
|
أعلى وأكمل عند ذي الإحسان |
هذا وأما عرض أعمال العبا |
|
د عليه فهو الحق ذو إمكان |
وأتى به أثر فإن صح الح |
|
ديث به فحق ليس ذا نكران |
لكن هذا ليس مختصا به |
|
أيضا بآثار روين حسان |
فعلى أبي الإنسان يعرض سعيه |
|
وعلى أقاربه مع الإخوان |
إن كان سعيا صالحا فرحوا به |
|
واستبشروا يا لذة الفرحان |