واعلم أن المؤلف رحمهالله قد تساهل في قبوله هذه الآثار ، وكان الأولى به أن ينبه على ضعفها وأنها لا يمكن أن تقوم بها حجة ، لا سيما في هذه المسائل التي يجب الاحتياط فيها حتى لا يفتح الباب للدعاوى العريضة والاختلاقات الباطلة ، كما فعل المتصوفة بالنسبة إلى مشايخهم المقبورين ، فقد رووا عنهم بعد الموت ما لا يصدقه عقل ، والسبب في ذلك طبعا هو التساهل في قبول مثل هذه الآثار من غير روية ولا تمحيص ، والله سبحانه وتعالى أعلم.
* * *
هذي نهايات لأقدام الورى |
|
في ذا المقام الضنك صعب الشأن |
والحق فيه ليس تحمله عقو |
|
ل بني الزمان لغلظة الأذهان |
ولجهلهم بالروح مع أحكامها |
|
وصفاتها للألف بالأبدان |
فارض الذي رضي الإله لهم به |
|
أتريد تنقض حكمة الديان |
هل في عقولهم بأن الروح في |
|
أعلى الرفيق مقيمة بجنان |
وترد أوقات السلام عليه من |
|
أتباعه في سائر الأزمان |
وكذاك إن زرت القبور مسلما |
|
ردت لهم أرواحهم للآن |
فهم يردّون السلام عليك ل |
|
كن لست تسمعه بذي الأذنان |
هذا وأجواف الطيور الخضر |
|
مسكنها لدى الجنات والرضوان |
من ليس يحمل عقله هذا فلا |
|
تظلمه واعذره على النكران |
للروح شأن غير ذي الأجسام لا |
|
تهمله شأن الروح أعجب شان |
وهو الذي حار الورى فيه فلم |
|
يعرفه غير الفرد في الأزمان |
هذا وأمر فوق ذا لو قلته |
|
بادرت بالإنكار والعدوان |
فلذاك أمسكت العنان ولو أرى |
|
ذاك الرفيق جريت في الميدان |
هذا وقولي أنها مخلوقة |
|
وحدوثها المعلوم بالبرهان |
هذا وقولي أنها ليست كما |
|
قد قال أهل الإفك والبهتان |
لا داخل فينا ولا هي خارج |
|
عنا كما قالوه في الديان |