عليه من القواعد وجعلوا أركانه كثيبا مهيلا.
* * *
فاسألهم ما ذا الذي يعنون |
|
بالتركيب فالتركيب ست معان |
إحدى معانيه هو التركيب من |
|
متباين كتركب الحيوان |
من هذه الأعضاء كذا أعضاؤه |
|
قد ركبت من أربع الأركان |
أفلازم ذا للصفات لربنا |
|
وعلوه من فوق كل مكان |
ولعل جاهلكم يقول مباهتا |
|
ذا لازم الاثبات بالبرهان |
فالبهت عندكم رخيص سعره |
|
حثوا بلا كيل ولا ميزان |
هذا وثانيها فتركيب الجوا |
|
ر وذاك بين اثنين يفترقان |
كالجسر والباب الذي تركيبه |
|
بجواره لمحلة من بان |
والأول المدعو تركيب امتزا |
|
ج واختلاط وهو ذو تبيان |
أفلازم ذا من ثبوت صفاته |
|
أيضا تعالى الله ذو السلطان |
الشرح : فاسأل هؤلاء الذين يتعللون بحجة التركيب ويرونها مانعة من إثبات الصفات ، ما ذا تقصدون بالتركيب؟ فإنه لفظ مجمل يقع في الاصطلاح على ست معان ، إحداها التركب من أمور متباينة ، كتركب الحيوان من أعضائه المختلفة وأجهزته المتعددة ، وكتركب أعضاء الحيوان من الاسطقسات الأربعة التي هي الماء والهواء والتراب والنار ، وكان قدماء الطبيعيين يعتقدون أن كل واحد من هذه الأربعة عنصر بسيط حتى كشف العلم الحديث عن تركبها من عناصر أبسط منها كالأوكسجين والأيدروجين والآزوت وغيرها ، وقد بلغ ما اكتشف منها حتى الآن نحوا من مائة عنصر.
فهل هذا النوع من التركيب لازم على القول بثبوت الصفات لله وعلوه فوق جميع خلقه؟ لعل جاهلا منكم يقول على سبيل البهت والمكابرة أن ذلك التركيب من أمور متغايرة لازمة على إثبات الصفات بالبرهان ، فإنها غير الذات قطعا ، لأن الصفة لا تكون عين الموصوف وكذلك هي متغايرة فيما بينها ، فإذا فرض