والحجلة هي البشخانة التي تعلق فوق السرير بلغة فارس ، وفي الحديث أن خاتم النبيصلىاللهعليهوسلم كان مثل زر الحجلة : وهو الزر الذي يجمع بين طرفيها من جملة أزرارها ، والله أعلم.
* * *
فصل
في أشجارها وثمارها وظلالها
أشجارها نوعان منها ما له |
|
في هذه الدنيا مثال ذان |
كالسدر أصل النبق مخضود مكا |
|
ن الشوك من ثمر ذوي ألوان |
هذا وظل السدر من خير الظلا |
|
ل ونفعه الترويح للأبدان |
وثماره أيضا ذوات منافع |
|
من بعضها تفريح ذي الأحزان |
والطلح وهو الموز منضود كما |
|
نضدت يد باصابع وبنان |
أو أنه شجر البوادي موقرا |
|
حملا مكان الشوك في الأغصان |
وكذلك الرمان والأعناب التي منها القطوف دوان الشرح : يعني أن أشجار الجنة نوعان : نوع له شبيه في هذه الدنيا ، وذلك كالسدر الذي هو شجر النبق. كما قال تعالى: (وَأَصْحابُ الْيَمِينِ ما أَصْحابُ الْيَمِينِ* فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ) [الواقعة : ٢٧ ، ٢٨] ومعنى مخضود. قال قتادة : الموقر الذي لا شوك ، فإن سدر الدنيا كثير الشوك قليل الثمر ، وفي الآخرة بالعكس من هذا ، لا شوك فيه ، وفيه الثمر الكثير الذي قد أثقل أصله.
روى الحافظ أبو بكر أحمد بن سليمان النجار عن عامر بن سليم قال : (كان أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقولون أن الله لينفعنا بالأعراب ومسائلهم ، قال : أقبل أعرابي يوما فقال : يا رسول الله ذكر الله في الجنة شجرة تؤذي صاحبها ، فقال رسول اللهصلىاللهعليهوسلم : ما هي؟ قال السدر فإن لو شوكا مؤذيا ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : أليس الله تعالى يقول : (فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ) خضد الله شوكه فجعل