الواقع ، أم لا فإن هذا اللفظ قد دل عليه ، وإذا دل عليه صح أن يسمّى صفة ووصفا وقد وقع ذلك بحسب وضع اللغة ، وكذلك الاسم مثل زيد أو ضرب مثلا فإنه قول لأنّ الاسم غير المسمّى ومع ذلك قد تضمن الدلالة على الذات وهي ذات زيد وذات الضرب والله أعلم.
«وقالت الأموريّة» وهم من زعم أن صفات الله أمور زائدة على ذاته جل وعلا : «ما هو اسم لذات باعتبار معنى المماثلة» كما قالوا في القادرية إنها مماثلة للعالمية في كونها أمرا زائدا (١) على الذات «أو المغايرة» (٢) كما قالوا في القادرية إنها غير العالمية وقد عرف مما تقدم أن المماثلة والمغايرة ما يعقل بين غيرين حقيقة «أو نحو ذلك» وهو ما يعقل بين غير وما يجري مجرى الغير (٣) فقالوا : ما كان كذلك «فحكم» أي فهو حكم وليس بصفة للذات بل حكم عليها بما ذكر.
«قلنا : لا فرق عند أهل اللغة بين ذلك» الذي زعمتم أنه حكم «وبين ما هو اسم لذات باعتبار معنى غيرها» أي غير المماثلة والمغايرة ونحوهما كما يقال : زيد كريم وزيد مثل عمرو وزيد غير عمرو فلا فرق عند أهل اللغة أن ذلك كله يسمّى صفة ووصفا «إلّا أسماء الزمان والمكان والآلة كما مر» فإن ذلك لا يسمّى صفة كما سبق ذكره وقد عرفت ما قيل في ذلك.
قال عليهالسلام : «والملجئ لهم» أي للأمورية «إلى ذلك» الذي ذكرناه عنهم «وصفهم الأمور الزّائدة على الذّات بزعمهم بأنها غير نحو العالمية غير القادرية أو مثل نحو العالمية زائدة على الذات مثل القادرية» وقد ثبت منهم «منعهم وصفها» أي وصف الصفات حيث قالوا : الصفات لا توصف فلا توصف الأمور الزائدة على ذاته بزعمهم «بأنها قديمة أو محدثة» حين ألزمهم الخصم وصفها بأنها قديمة أو محدثة فدفعوا من ألزمهم وصفها بأن الصفات لا
__________________
(١) (أ) أمورا زائدة.
(٢) (ب) أو باعتبار معنى المغايرة.
(٣) الذي يجري مجرى الغير وهو الصفة فإنها عندهم جارية مجرى الغير فإن صحة تأثيرها مترتب على وجود المؤثر له تمت.