والرابع : قوله «أو» تسمية الشيء «باسم محلّه نحو سال الوادي» فسمّي الماء السائل باسم محله وهو الوادي ونسب السيلان إليه وهو في الحقيقة للماء ومن هذا قولهم : جرى الميزاب.
والخامس : «أو العكس» وهو تسمية المحل باسم الحال «نحو» قوله تعالى : (وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ «فَفِي رَحْمَتِ اللهِ) (١) أي ففي موضع رحمة الله وهو (٢) جنة الخلد والمراد بالرحمة هنا : ما يسديه الله إلى عباده من النّعم أطلق عليها اسم الرحمة مجازا.
والسادس : «أو» تسمية الشيء «باسم سببه نحو صليت الظهر» أي الفريضة التي سبب وجوبها حصول وقت الظهر ، ومن ذلك : رعينا الغيث أي النبات الذي سببه الغيث.
والسابع : «أو العكس» أي تسمية السبب باسم مسببه «نحو» قوله تعالى : (إِنَّما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ ناراً) (٣) فسمّي السبب وهو أموال اليتامى باسم المسبّب عنه وهو النّار ، ومنه قولهم : مطرت السماء نباتا.
والثامن : «أو تسمية الخاص باسم العام نحو» قوله تعالى : (جَعَلُوا أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ) (٤) أي أطرافها» أي أطراف الأصابع وهي الأنامل وهذا في الحقيقة من تسمية الجزء باسم الكل ولهذا كرر المثال بما هو أوضح فقال «ونحو اتفق الناس على صحة خبر الغدير» وهو قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «من كنت مولاه فعليّ مولاه ... الخبر» فلفظ النّاس عام وقد أريد به الخاص «أي العلماء» منهم إذ هم المرادون دون جهالهم.
ومنه قوله تعالى : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ) (٥) والمراد علي عليهالسلام.
__________________
(١) آل عمران (١٠٧).
(٢) (ب) وهي.
(٣) النساء (١٠).
(٤) نوح (٧).
(٥) المائدة (٥٥).